رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
أنا أيضا أمريكا!

أنا أسود. أسود كالليل، كأعماق موطنى إفريقيا. كنت عبدا. أخبرنى قيصر أن أجعل عتبات منزله نظيفة. لمّعت أحذية واشنطن. هكذا عبر الشاعر الأمريكى من أصل إفريقى لانجستون هيوز (1902- 1967) عن رحلة السود عبر التاريخ حتى وصولهم عنوة وقهرا لأمريكا حيث يصف تعامل البيض معهم بقصيدة أخرى: أنا الشقيق الأكثر إظلاما. يرسلوننى لتناول الطعام بالمطبخ عندما يأتى الأصحاب... غدا سأكون على المائدة، ولن يجرؤ أحد أن يقول لى تناول طعامك بالمطبخ.. أنا أيضا أمريكا.

فى كل مكان، هناك من يركبون الموجة ويختطفون الاحتجاجات المشروعة ويغرقونها فى التدمير والسلب والنهب، وهذا ما حدث بأمريكا، لكن ذلك يجب ألا ينسينا الصورة الأشمل، وهى أن هناك عنصرية وتمييزا لم تستطع التشريعات التقليل من حدتهما، بل إن بعض القوانين، خاصة الجنائى، أسهم عند التطبيق بمزيد من الظلم ضد الأقليات خاصة السود. على السطح، يبدو السود، وقد تصاعدت حصة مشاركتهم السياسية ولديهم قوتهم الناعمة الممثلة بنجوم الفن والرياضة، لكن الواقع يشير إلى أن أحوالهم تتدهور. مستويات التعليم متدنية ونسب البطالة أعلى بكثير من المتوسط القومى، ومعدل الجرائم غير مسبوق. ثم جاء كورونا ليحصد أرواحهم بمعدل أكبر بكثير من البيض، فبدا الأمر وكأن الوباء يختصهم بوحشيته.

لم تستطع الإدارات المتعاقبة، بما فيها إدارة أوباما، أول رئيس أسود، خلخلة شبكة العنصرية سوى بالكلام والوعود عند وقوع حادث عنصرى، كما حدث الإثنين قبل الماضى. لكن حتى الكلام، أصبح مسموما على لسان ترامب، الذى ينضح أرشيفه بشتى الهجمات والألفاظ العنصرية، ومنها قوله للسود: أوضاعكم سيئة ماذا ستخسرون لو صوتم لى. ولأنه لا الكلام المعسول أو الفج، يغير شيئا، تواصل العنصرية حياتها باستمتاع ودون خوف.

وإزاء ذلك، يلجأ الكتاب والشعراء السود للأحلام لعلها توفر لهم طمأنينة وكرامة وعدالة يفتقدونها بالواقع. تقول الشاعرة مايا أنجلو(1928 – 2014) : من أكواخ عار التاريخ، أنا أنهض. من ماض تأصل فى الألم، أنا أنهض.. تاركة ورائى ليالى الرعب والخوف، أنا أنهض. إلى فجر رائع الإشراق، أنا أنهض.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام

رابط دائم: