رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
أمريكا والمستقبل الغامض

لم تكن أمريكا فى حاجة إلى حرب داخلية بين البيض والسود.. هذا التاريخ الذى تجاوزته القوة العظمى منذ زمن بعيد وإن كان يطل فى بعض اللحظات ويعيد آلام السود وسط هذه التناقضات من وقت لآخر.. لم تكن أمريكا فى حاجة لأن يهرب رئيسها إلى أحد أنفاق البيت الأبيض بعد أن حاصر الآلاف من المتظاهرين قمة السلطة فى الدولة العظمى.. كانت صورة الرئيس ترامب وهو يتجول بين أسوار حديقة البيت الأبيض تؤكد أن أمريكا تواجه محنة كبرى لم تكن فى حاجة لها ورئيسها على أبواب انتخابات رئاسية لم يعد يضمن النجاح فيها بل إن الشىء المؤكد وسط هذا المناخ انه لن يستطيع البقاء فى البيت الأبيض.. كانت أزمة كورونا تكفى لكى تواجه أمريكا هذا التحدى الصارخ ما بين آلاف الضحايا والمصابين..

إن أمريكا كشفت عن جوانب ضعف وإهمال وتراخ أمام فيروس ضعيف رغم أنها كانت تدعى أنها وصلت إلى كل شىء وأن النموذج الأمريكى الخارق فى السينما الأمريكية أصبح واقعا ولم يعد خيال فنون أو إبداعا.. كان يكفى أن تواجه أمريكا أزمة اقتصادية رهيبة سوف تعيشها بعد كورونا وأن هناك مرحلة من الفقر الشديد تنتظر المواطن الأمريكى الأبيض والأسود.. إن أمريكا تعيش معركة تاريخية مع الصين القوة الصاعدة التى تهدد النموذج الأمريكى الذى سيطر على خيال العالم سنوات طويلة وبدأ رحلة الغروب.. هناك أزمات كثيرة تنتظر أمريكا وهى على أبواب انتخابات رئاسية بعد شهور قليلة.. إن فرص الرئيس ترامب تتراجع وكثير من المؤسسات المالية الضخمة التى وقفت بجواره حتى وصل إلى البيت الأبيض لم تعد كما كانت لأن أمريكا اليوم ليست أمريكا الأمس وعلينا أن ننتظر ما بعد كورونا وما بعد المواجهات الداخلية التى قد تنتهى بحرب أهلية بين البيض والسود.. هذا الشبح المخيف الذى كان دائما بركانا يمكن أن ينطلق فى أى وقت ويدمر كل شىء.. نحن أمام أمريكا جديدة.. ما هى مواصفات هذا المستقبل الغامض وهل تبقى كما كانت سيدة القوة فى العالم أم أن الحسابات تغيرت؟!.. إن مقتل المواطن الأسود جورج فلويد بداية المأساة وليس آخرها.

[email protected]

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: