رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

لولاهم.. لكان الليل يضاء بالشموع

رغم أن العلماء غيروا مسار البشرية إلى الأفضل أكثر مما فعل نجوم السينما والمسرح ورجال السياسة ولاعبو كرة القدم.. لكن كل ما يعرفه الناس عن هؤلاء العلماء لا يتعدى صورة رجل زاهد عابس الوجه يجلس فى معمل يفكر فى مسائل عويصة لا يستطيع شرحها إلا بكلمات تستعصى على الفهم.. كما حدث عندما حاول «ألكسندر فلمنج» مكتشف البنسلين أن يتكلم عن نتائج أبحاثه فى محاضرة تمنى الحاضرون فيها من شدة الملل أن تنتهى بأسرع ما يكون.. أيضا لم يحدث إلا نادرا أن سلطت الأضواء على العلماء بالرغم من أنه لا يمكن لأى مجتمع أن يتقد ويزدهر إلا بهم.. فالعلم وحده هو القادر على حل مشكلات الجوع والفقر والمرض كما قال الزعيم الهندى «نهرو»، الذى تنبأ بأنه سيأتى وقت لن يجرؤ أحد فيه على تجاهل العلماء.. فنحن نلتمس العون منهم فى كل أمر.. وبالفعل جاء الوقت.. وفهمت البشرية أخيرا أن أحدا لن يستطيع أن ينقذها من كارثة وباء الكورونا سوى العلماء الذين يجلسون الآن داخل معاملهم يسابقون الزمن لإيجاد عقار ودواء لهذا الوباء الغامض.. ويدونون أفكارهم وملاحظاتهم فى دفاتر سيتم وضعها ـ فى الدول التى تقدر العلماء ـ فى متاحف.. كدفتر ملاحظات «فلمنج» الموجود حاليا فى المتحف البريطانى.. والذى كتب فيه أن الحظ والحظ وحده هو الذى لعب الدور الأكبر فى اكتشاف البنسلين.. إلى جانب الحظ أو الصدفة لابد من المال والمهارة والصبر كما قال «بول إيرلخ» الحائز على جائزة نوبل فى الطب عام 1908.. فالصبر هو الذى يدفع العلماء إلى تحمل الاخفاقات والفشل الذى يتوالى حتى تثبت صحة اكتشافاتهم. فى مجال العلم.. تعد قسوة تصل إلى حد الخطيئة تجاهل الموهوبين من الشباب.. فكثير من الاختراعات التى غيرت وجه العالم قدمها مبتكرون فى عشرينات العمر.. تلك الحقيقة يدركها كبار العلماء من أمثال «أوتو واربورج» أحد أهم العلماء الألمان الذى قال: «بينما كنت أحاضر فى المعهد العلمى فى برلين وقف أحد الطلاب وعارضنى أنا الحائز على جائرة نوبل فى الكيمياء.. وتصور البعض أننى سأسحقه بنظرة غاضبة لكن ذلك لم يحدث».. مما يذكر أن الألمان وضعوا تمثالا لهذا العالم فى مدخل هذا المعهد الذى كان يحاضر فيه.. هكذا تفعل الدول التى تدرك أنه لولا العلم والعلماء لقضت المجاعات على أغلب سكان العالم.. ولكان الأطفال قد قضوا نحبهم لمجرد إصابتهم بالتيفود.. ولكان ليل البشرية مازال يضاء بالشموع.


لمزيد من مقالات عايدة رزق

رابط دائم: