فى حياة الشعوب والأمم.. أحداث وأسماء وتواريخ ومواقف لا تنسى.. ولأجل أن تبقى ولا تنسى.. لابد من تسجيلها فى أعمال.. لتبقى مقروءة ومسموعة ومشاهَدة.. ولابد من استمرار سردها.. لتعريف الأجيال الجديدة بها من جهة ومن أخرى لإبقائها فى عقل ووجدان الأجيال الكبيرة.. وهذه محاولة لإلقاء الضوء على ما تذكرته من فخر لنا.. يجب ألا يغيب عن عقولنا..
1- يوم 5-6 فبراير سنة 1970.. صدرت تعليمات القيادة إلى ضفادع مصر البشرية بقوات الصاعقة البحرية.. بتدمير قطعتين بحريتين للعدو.. هما بيت شيفع وبات يام.. لدورهما فى الأحداث التى تمت على ساحل البحر الأحمر وجزيرة شدوان!. المخابرات رصدت القطعتين فى أثناء وجودهما فى ميناء إيلات الحربى.. وعلى الفور تحركت الضفادع البشرية المصرية لأجل دخول ميناء إيلات وتدمير الهدفين!.
المصريون شجاعتهم لا سقف لها وقلوبهم لا تعرف لا خوفًا ولا مستحيلاً.. والحقيقة أن العملية المراد تنفيذها غير مسبوقة فى أى حرب.. لأن ما هو قائم وثابت ومتعارف عليه.. أن الضفادع البشرية لا تدخل مكانًا واحدًا مرتين.. والإنجليز هم من كسروا هذه القاعدة فى الحرب العالمية الثانية.. عندما دخلت ضفادعهم البشرية ميناء سانت نزير الفرنسى مرتين!. نحن كسرنا هذه القاعدة.. وضفادع مصر البشرية.. دخلت ميناء إيلات أربع مرات!. الأولى إغارة استطلاع فى نوفمبر 1969 والثانية فى 15-16 نوفمبر 1969 ميناء إيلات التجارى والثالثة التى نفذها الملازم أول عمرو البتانونى والملازم أول رامى عبدالعزيز والرقيب على أبوريشة يوم 5-6 فبراير ودمروا فيها الميناء وبيت شيفع وبات يام فى صدمة رهيبة للعدو.. وبعدها دخلت الضفادع المصرية ميناء إيلات للمرة الرابعة وقامت بتلغيم الرصيف البحرى ونسفه وقتل ضفادعهم البشرية.
2- فى 21 أكتوبر 1967 فوجئ العالم بخبر قادم من الشرق الأوسط كان مفاجأة مذهلة للغرب!. العالم كله يقينه أن الصراع فى الشرق الأوسط انتهى ومصر لن تقوم لها قائمة.. إلا أن!.
قارب صواريخ مصرى اصطاد أكبر قطعة بحرية للعدو.. المدمرة إيلات!. «هُمَّهْ» صاروخين والمدمرة سافرت للآخرة بطلبة الكلية البحرية الذين تخرجوا» فى رحلة على مدمرتهم قبالة بورسعيد.. زهوا وفخرًا بانتصارهم.. لكنهم لم يهنؤوا بفرحتهم!. الصاروخ الأول شق المدمرة نصفين.. والثانى أرقدها فى قاع البحر المتوسط!.
العدو طلب من أمريكا والاتحاد السوفييتى التدخل لأجل أن تسمح مصر لهم بالتقاط جثث قتلاهم!.
هذا اليوم وذلك الحدث.. كان أول إشارة عملية للعالم.. أن مصر لم ولن تستسلم.. ومادام العالم لا يعرف إلا منطق القوة.. فهى ستعيد أرضها بالقوة.. وهذا ما حدث فعلا فى حرب أكتوبر 1973.
3- فى يناير 1968 كاسحة الألغام «أسيوط» اصطادت الغواصة الصهيونية «داكار» التى كانت فى رحلة صيانة وإصلاح وفى أثناء عودتها.. فرحانة بنفسها وأرادت استعراض قوتها والعبث فى مياهنا.. «ما هو إحنا مهزومين»!. دخلت «داكار» مياهنا وهى لا تدرى أنها لن تخرج ثانية منها!. كاسحة الألغام أسيوط أجهزت عليها وللآن هى راقدة فى قاع البحر قبالة الإسكندرية!.
4- فى نهاية عام 1969 أعلنت إسرائيل عزمها على التنقيب عن البترول فى سيناء بعد أن أقنعوا العالم بأنها أصبحت أرضهم ولا توجد قوة على الأرض بإمكانها أن تخرجها من سيناء!. منطق القوة فى عالم ظالم لا يعرف إلا القوة!. استأجروا بالفعل حفارًا من أمريكا ليقوم بالتنقيب عن البترول فى خليج السويس.. وبدا واضحًا أن الغرض من حكاية الحفار.. اقتصادى وسياسى فى وقت واحد!.
هم فى حاجة إلى البترول من ناحية.. وفى حاجة لإذلال مصر وإظهارها أمام العالم بالدولة العاجزة غير القادرة على حماية أرضها ومواردها الطبيعية.. والعاجز عن حماية أرضه.. ينتهى دوره فى مناصرة القضية الفلسطينية!.
غرورهم أعماهم عن معرفة معدن شعب عظيم.. الصلب يلين أمام صلابته!.
المخابرات المصرية رصدت بالفعل معلومة عن الحفار واسمه «كينتنج 1» وأنه يعبر المحيط الأطلسى فى طريقه إلى الساحل الغربى لإفريقيا.. ليتوقف فى أحد موانيها للتزود بالوقود والتحرك إلى الجنوب ليدور حول قارة إفريقيا ويتجه إلى البحر الأحمر ومنه إلى خليج السويس!.
قرار الرئيس عبدالناصر حتمية تدمير الحفار بأى صورة قبل وصوله إلى البحر الأحمر!. الأهم على الإطلاق معرفة الميناء الإفريقى الذى سيتوقف الحفار فيه للتزود بالوقود.. لأنه لن يخرج منه!.
المشكلة التى تواجهها القيادة.. الأزمة السياسية المنتظرة فيما لو تم تدمير الحفار الذى اتضح أنه أشبه بمنظمة دولية!. الإنجليز هم من قاموا ببنائه والأمريكان هم من يملكونه وإسرائيل هى التى تؤجره وهولندا صاحبة القاطرة التى تقطره من أمريكا!. إسرائيل جعلته حفارًا دوليًا يحمل جنسية أربع دول وأى اعتداء عليه.. اعتداء على أربع دول!.
تلك كانت أمانيهم التى سقطت واندهست.. مع القرار المصرى الذى كان عنوانًا لكرامة مصر!.
عرفت مخابراتنا أن ساحل العاج هى وجهة الحفار.. لم ننتظر أو نتردد فى تنفيذ القرار.. الذى هو دفن هذا الحفار فى الميناء الإفريقى!. واحدة من أعظم العمليات المخابراتية العسكرية السياسية فى العالم!. عندما تملك الإرادة والإدارة تحقق المستحيل!. الإرادة التى تملكها القيادة السياسية.. والإرادة المنضبطة لكل الجهات المشاركة فى العملية.. المخابرات العامة والمخابرات الحربية والقوات البحرية ووزارة الخارجية.. تناغم وتفاهم وتناسق فى التفكير والتخطيط والتنفيذ.. لعملية لا تقبل أدنى نسبة خطأ.. لأن الفشل فى تدمير الحفار.. كارثة بكل المقاييس لنا.. سياسيًا وعسكريًا وكل حاجة!.
التفاصيل كثيرة وكلها شاهد على العبقرية المصرية فى التخطيط والتنفيذ والخداع.. لإتمام عملية بهذا الحجم على بعد آلاف الكيلومترات من مصر.. لكن المصريين لا يعرفون المستحيل!. أدق التفاصيل تمت دراستها.. والألغام البحرية عبرت أجواء دون أن يتم اكتشافها.. وضفادع مصر البشرية وصلوا إلى ساحل العاج ونفذوا العملية وغادروا وعادوا إلى قواعدهم فى سلامة الله.. والحفار الذى صنعته إنجلترا واشترته أمريكا واستأجرته إسرائيل وتنقله هولندا.. راقد فى قاع بحر ساحل العاج!.
5- الأحداث والأسماء والتواريخ السابقة.. بذكرها.. لابد أن نذكر ونتذكر أحد القادة المجيدين فى البحرية المصرية.. أتكلم عن اللواء محمود فهمى الذى كان وقت كل هذه الأعمال العظيمة هو رئيس عمليات القوات البحرية!.
حكاية جبارة وقدرات هائلة وإدارة واعية.. ظهرت نتائجها فى الأعمال التى نفذتها البحرية المصرية.. بداية من رأس العش التى شاركت البحرية فيها بالفرقاطة بورسعيد والمدفعية الساحلية فى قصف طابور العدو المدرع.. ومرورًا بإغراق المدمرة إيلات قبالة بورسعيد وإغراق الغواصة داكار قبالة الإسكندرية وفى حرب الاستنزاف.. مدفعية المدمرات دمرت بالوظة ورمانة وفى مجال الضفادع البشرية.. حدث ولا حرج.. وميناء إيلات الحربى شاهد لصاعقة مصر البحرية ضفادعها البشرية.. إنهم أول وآخر.. من دخلوا موقعًا واحدًا أربع مرات!.
6- الأسماء التى يجب ألا تنسى.. الشهيد رائد طيار عبدالمنعم مرسى حماد الذى حصل على وسام نجمة الشرف العسكرية من الرئيس عبدالناصر والرئيس السادات!. يوم 5 يونيو العدو ضرب مطاراتنا الحربية فى وقت واحد.. وكل مطار به ممر واحد للإقلاع والهبوط.. مما سهل على العدو مهمته فى إخراج هذه المطارات خارج الخدمة.. لأن مطارًا دون ممر لن تقلع منه طائرة.. المهم!.
البطل الشهيد فى مطار أبوصوير.. ومثل كل نسور مصر.. نفسهم يطيروا ويتصدوا للعربدة الدائرة فى سماء مصر!. البطل وجد أن ممر المطار به 500 متر سليمة.. فصمم على الإقلاع بطائرته الميج 21 من الـ500 متر وهذه مسألة تحتاج مهارة عالية وجرأة وشجاعة أعلى!. نجح وصعد إلى السماء بطائرته.. ودخل فى معركة مع 8 طائرات فانتوم.. أسقط منها 2 فانتوم والستة نفذوا بجلدهم لأن ذخيرته نفدت ووقود طائرته ينفد.. والهبوط فى ممر 500 متر مسألة مستحيلة وتحتاج مناورة.. نفاد الوقود لا يسمح بها!.
البطل رفض القفز بالباراشوت لأجل الحفاظ على طائرة فى ظروف حالكة!. البطل قرر الهبوط على الـ500 متر السليمة فى الممر.. وهبط فعلا إلا أن الطائرة تحتاج مساحة أطول سليمة تسير عليها إلى أن تتوقف!. الـ500 متر انتهت والطائرة مندفعة وسقطت فى حفرة عميقة ناجمة عن ضرب المطار.. وخرجت روحه إلى بارئها وإلى اليوم هم فى دهشة.. كيف لطائرة تقلع من 500 متر ممر.. والأهم كيف لطائرة ميج أن تدخل معركة مع 8 فانتوم وتُسقط اثنتين منها؟
7- الرائد سمير زيتون قائد الكتيبة 183 صاعقة فى حرب أكتوبر.. واحد من مقاتلى الصاعقة العظام!. فى حرب الاستنزاف تم دفعه خلف خطوط العدو لمدة 80 يومًا.. مهمة خاصة بالغة الصعوبة وتحتاج مواصفات بالغة الشجاعة وهى الحمد لله جزء من سمات خير أجناد الأرض!. البطل عاد بسلامة الله من مهمته.. وخلال التدريبات بالذخيرة الحياة فى أنشاص.. انفجرت قنبلة أطاحت بذراعه اليمنى!. البطل رفض أى عمل إدارى.. وكان له ما أراد وتولى قيادة كتيبته وفى يوم 6 أكتوبر.. التعليمات مهمة إبرار جوى للكتيبة 183 صاعقة على محورين فى عمق سيناء.. للتصدى لأى هجوم مضاد للعدو وإيقاف تقدمه 12 ساعة على الأقل.. إلى أن تقتحم قواتنا المسلحة القناة على طول خط المواجهة وتحتل مواقعها على بعد 10 كيلومترات من القناة.
الكتيبة تم إبرارها إلى محورين.. الشمالى سرية بقيادة النقيب حمدى شلبى وباقى الكتيبة إلى المحور الأوسط فى منطقة الطاسة بقيادة الرائد سمير زيتون.. طائرات الفانتوم اعترضت طائرات الهليكوبتر المتجهة إلى الطاسة.. وضربت الطائرة التى فيها البطل وسقطت وحدثت خسائر.. وأصر على تنفيذ المهمة بما تبقى من الرجال!.
50 مقاتلاً أوقفوا تقدم لواء مدرع للعدو لمدة 15 ساعة!. قتال من الحركة.. أى قصف العدو بالنيران من مكان والانتقال بسرعة لمكان آخر وقصفه بالنيران منه.. مما جعل العدو يتصور أنه يقاتل مجموعة صاعقة وليس أقل من سريتين صاعقة!.
8- بمناسبة ذكر الدوريات التى كان يتم دفعها خلف خطوط العدو.. هذه الدوريات ما كانت تنجح فى عملها.. إلا بإخلاص ووطنية وشجاعة وتعاون أهالينا أهل سيناء.. الذين قدموا كل الدعم والعون متحملين كل أنواع التنكيل من العدو مع كل نجاح لعمل خلف الخطوط.. وهناك تاريخ واسم نذكرهما بكل فخر واعتزاز!.
التاريخ 26 أكتوبر 1968 والاسم الشيخ سالم القرشى والمكان سيناء المباركة..
فى هذا الوقت العدو يسابق الزمن فى جنون.. لأجل إسدال الستار نهائيًا على الصراع فى الشرق الأوسط.. بإقناع العالم أن القصة انتهت وهى مسألة وقت ولا يسمع أحد كلمة عن الشرق الأوسط!.
موشى ديان وزير الدفاع راودته فكرة جهنمية.. هى أن يدعو مشايخ قبائل سيناء إلى اجتماع.. ينتهى بمفاجأة!.
ديان دعا عواقل قبائل سيناء إلى اجتماع فى حضور وكالات الأنباء العالمية!. شيوخ سيناء جالسون.. وكالات أنباء العالم موجودة.. والصهاينة فى بطنهم شادر بطيخ من أن خطتهم نجحت!. ظنوا ذلك بعد أن سايرهم أهالينا رؤساء القبائل فيما طلبوه منهم.. وفوضوا كبيرهم الشيخ سالم القرشى فى الكلام نيابة عنهم.
… وقام الشيخ سالم القرشى ليتكلم والصهاينة ينتظرون القنبلة التى سيفجرها فى وجه عبدالناصر!. الرجل بكل ثقة وكل شموخ قال للدنيا كلها: سيناء أرض مصرية وستبقى مصرية.. ومن يرد الحديث عن سيناء.. يتكلم مع زعيم مصر جمال عبدالناصر.
9- يوم لا ينسى.. يوم 17 سبتمبر 1971.. فى هذا اليوم تمت عملية 27 رجب وهو الاسم الذى أطلق على عملية اصطياد «ستراتو كروز»!. إيه الحكاية؟.
فى يوم 17 سبتمبر 1971 الموافق 27 رجب.. أعلن المتحدث العسكرى الصهيونى إسقاط أغلى وسائل الحرب الإلكترونية عندهم وقتها.. وهى طائرة استطلاع إلكترونى طراز ستراتو كروز.. اصطادتها شبكة صواريخ الدفاع الجوى المصرى.. ومقتل جميع أفراد الطاقم.. أغلى علماء الحرب الإلكترونية عندهم!. طائرة حرب إلكترونية قادرة على التنصت على خطوط الاتصالات المصرية واستشعار نبضات الرادارات المصرية.. مما يرصد مواقعها بدقة ويجعل اصطيادها وتدميرها من الأمور السهلة!. الواضح وقتها أن العدو أغفل أو أن غروره أنساه.. أن مصر أصبح عندها حائط صواريخ دفاع جوى من سنة 1970!. على كل حال العدو وعى تمامًا بعد عملية 27 رجب.. أن رجال الدفاع الجوى المصرى.. فى أقل وقت استوعبوا وأجادوا القتال بالصواريخ!.
10- التاريخ هنا لواقعة تفضح العالم الظالم الذى نعيش فيه من زمان وللآن!. أتكلم عن الدول الكبار التى تقيم العالم على حيله لو «اتمس لهم طرف».. ولا يهتز لهم «رمش» للمذابح التى تدور فى أنحاء العالم!.
يوم 8 أبريل 1970 وقعت مجزرة هى إدانة للكبار وعار على الكبار.. كبار العالم الذين لم ينطقوا ولو بكلمة إدانة لهذه المجزرة!. فى هذا اليوم سرب طائرات فانتوم للعدو.. هاجم مدرسة أطفال!. آه والله مدرسة أطفال ابتدائية فى قرية صغيرة اسمها بحر البقر بمحافظة الشرقية!. والغارة الجوية أسفرت عن مقتل 30 طفلاً وطفلة فى عمر الزهور!. مدرسة صغيرة من دور واحد به أول عن آخر ثلاثة فصول تضم 130 طفلاً!.
لا موقع المدرسة ولا شكلها ولا حجمها.. يشير بأى صورة إلى احتمال أن تكون موقعًا عسكريًا يستدعى غارة جوية بسرب طائرات فانتوم.. والمعنى استحالة تبرير العدو أن القصف تم بنوع الخطأ!.
وحتى هذا التبرير لم يحدث.. لأن العدو كان يعرف أنها مدرسة أطفال.. وأنه قصد أن يضرب العمق ويقصف المنشآت المدنية!. العدو حرب الاستنزاف أصابته بالجنون.. وجثث القتلى الخارجة من سيناء وداخلة إسرائيل لا تتوقف يوميًا.. والحالة المعنوية فى الحضيض للقوات فى سيناء والمدنيين فى إسرائيل.. وعليه لابد من ضربات موجعة للمصريين خارج جبهة القتال!.
المعتدى إسرائيل وأدوات الاعتداء طائرات الفانتوم الأمريكية الصنع والمعتدى عليه أطفال صغار كل قوانين الدنيا مفروض أن تحميهم وتنصفهم.. وللأسف كبار العالم اتخرسوا ولم ينطقوا بكلمة إدانة للعدو أو حتى واجب عزاء لمصر!.
لا هذه المجزرة أوقفتنا ولا هى أنقذتهم.. والنتيجة عرفها العالم فى 6 أكتوبر 1973.
لمزيد من مقالات إبراهيـم حجـازى رابط دائم: