كما حذرنا الأسبوع الماضي فقد سيطرت قوات حكومة الوفاق الليبية المدعومة من تركيا علي قاعدة الوطية دون قتال بعد أن انسحبت منها القوات الموالية للمشير خليفة حفتر في خطوة وصفها مناصروه بالتكتيكية لتنظيم الصفوف.
المثير للانتباه أن هذا التطور تم بعد أيام من تصريحات غريبة لسكرتير عام حلف الأطلنطي ينس ستولتنبرغ أكد فيها استعداد الحلف لدعم حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج، ووصف خلالها تركيا التي تدعم حكومة السراج في طرابلس بأنها (لا تزال حليفا مهما).
واللافت للنظر ايضا أن ما حدث في الوطية جاء بعد اتصال تليفوني بين الرئيس التركي أردوغان وسكرتير عام الحلف ناقشا خلاله الأوضاع في ليبيا. والمعروف أن حلف شمال الأطلنطي منظمة دولية يتم اتخاذ القرارات فيها (رسميا) بموافقة جميع الأعضاء ولكنها في حقيقة الأمر تسير وفقا للرؤي الأمريكية وأن واشنطن هي صاحبة القرار الفصل وعلي جميع الأعضاء الانصياع لقرارات الولايات المتحدة. وهنا يجب علينا طرح بعض الأسئلة.. هل كانت تصريحات ستولتنبرغ تعكس رؤيته الخاصة أم رؤية الولايات المتحدة وهو الأمر الأكثر منطقية؟ وإذا كانت الولايات المتحدة وراء هذه التصريحات فماذا تريد واشنطن في ليبيا؟ وهل هذا يعني أن أردوغان يتحرك في ليبيا بمباركة أمريكية؟. علينا أن نعترف بأن قوات حفتر تواجه موقفا صعبا حاليا وأن ما حدث في الوطية قد يتكرر بدعم تركي مباشر في ترهونة ووقتها ستصبح القوات المحاصرة لطرابلس في خطر، بل ووحدة الأراضي الليبية في خطر. هل تريد الولايات المتحدة تقسيم ليبيا؟ أرجو أن أكون مخطئا.
[email protected]لمزيد من مقالات سامح عبدالله رابط دائم: