فى أيامنا الرتيبة التى نعيشها مع كورونا، يترقب الناس الأخبار كل صباح ومساء لعلها تأتى بخير. يقبضون على جمرة الأمل مع نقص فى الأرقام هنا، أو الإعلان عن إنتاج لقاح هناك. فيراودهم الأمل لدقائق، ويسكنهم اليأس لساعات. وتسيطر عليهم النبوءات المتشائمة طوال الوقت، وآخرها حرب الكلمات المشتعلة بين الولايات المتحدة والصين، والخوف أن تصدق تنبؤات البعض من حرب بينهما قادمة، كما يقول الدكتور طلال أبو غزالة. فمنذ عام، وتحديدا يوم 27 رمضان الأول من يونيو، كتب الدكتور طلال هنا على هذه الصفحات أنه لن يكف عـن دق ناقـوس الخطـر، محـذرًا من أزمة اقتصادية كبيرة مقبلة قد تعصف بالاقتصاد العالمى فى عام 2020. حيث إن لديه أسبابا وجيهة تجعله يعتقد أن الأزمة الجديدة ستكون أشد فتكًا من سابقتهــا التى حدثت فى عام 2008. مضيفا أنه يتوقع أن يجلب عام 2020 معه أزمة اقتصادية وسياسية عالمية لا نظير لها. ذلك لأنه ليست السياسات الاقتصادية هى ما تسهم فى هــذه الأزمة فقط، بل إن القرارات السياسية الخاطئة والسياسات غير الرشيدة ستمهد الطريق لحدوث محنة اقتصادية كبرى. يبدو أن تنبؤات أبو غزالة تسير فى طريقها الصحيح، ويبدو أن مقولة أفلاطون: إن الحروب لازمة من لوازم الوجود, قد تتحقق. فيتوقع أن يشهد العالم فى أكتوبر المقبل حربا بين الولايات المتحدة والصين، ليؤكد كلامه تقرير مخابراتى صينى يحذر من أن بكين ستواجه موجة معادية تقودها الولايات المتحدة، وتحتاج إلى أن تستعد لمواجهة مسلحة، ويبدو أن نعيق الموت والشؤم والخراب سوف يطاردنا زمنا ليس بالقصير.
لمزيد من مقالات محمد القزاز رابط دائم: