رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
.. كابوس أم جرس إنذار؟!

بمقدورى أن أقول: إن أهم ما أحدثه الوباء اللعين لفيروس كورونا المستجد أنه استطاع أن يوقظ البشرية على العديد من الحقائق التى لم ترد فى خيال المفكرين أو العلماء أو حتى المنجمين والعرافين من قارئى الكف والفنجان الذين احتاروا فى معرفة هل هو كابوس أم جرس إنذار؟.

لقد استطاع هذا الوباء اللعين بما أحدثه من هلع وفزع وخوف وقلق أن يسيطر على الرأى العام العالمى وأن يستقطب اهتمام الجامعات ومراكز البحث العلمى باعتمادات مالية مفتوحة وغير مسبوقة.

لقد نجح هذا الوباء اللعين فى تغيير المفاهيم الاستراتيجية المتعارف عليها منذ قرون فى الساحة الدولية حيث أصبح الحديث عن الحرب الوقائية والضربة الاستباقية متركزا فى تجارب البحث عن لقاح للوقاية من الوباء وليس فى غرف العمليات العسكرية ودهاليز الاستخبارات التى تفاضل بين الفرص المتاحة والتوقيتات المناسبة للحروب الاستباقية.

لقد أصبحت كل دول العالم وفى مقدمتها الدول العظمى التى تحتكر صناعة وتجارة السلاح تعيش فى أجواء نفسية مستحدثة دفعت بها إلى القبول طواعية بأن توجه الاعتمادات الأكبر فى موازناتها للصرف على جهود مكافحة الوباء وليس على متطلبات الاستعداد للحرب.

بل إن هناك ما هو أخطر وأدهى من بوادر سيطرة هستيريا الوباء على الساحة الفنية مع تحول دفة الإنتاج فى استوديوهات السينما العالمية وشاشات الفضائيات نحو إنتاج أفلام سينمائية ومسلسلات تليفزيونية تجسد المشاعر الإنسانية التى عاشتها كل شعوب الدنيا مع هذا الوباء الملعون!

لقد تحولت معظم المصانع المتخصصة فى إنتاج أسلحة الحرب والملابس والأغذية إلى أشكال جديدة من الإنتاج تشمل الأقنعة الطبية والمطهرات وأجهزة التنفس وتوفير كافة المستلزمات العاجلة لتجهيز وتأثيث آلاف المستشفيات التى جرى إنشاؤها على عجل كمستشفيات للطوارئ والإنقاذ!

بل إن كافة المعاهد والمراكز الدولية التى تهتم بالتفكير الاستراتيجى غيرت بوصلة عملها وطرحت على الباحثين أوراقا جديدة بحثا عن أفكار ورؤى للعالم ما بعد كورونا.

وحتى نحن معشر الصحفيين والكتاب لم يكن بمقدورنا أن نتخلف عن ركب التغيير الذى صاحب هذا الانقلاب فى المزاج النفسى للشعوب حيث انتعشت المدارس الصحفية التى تدعو لاستحضار القوة النفسية وتكرس جهودها للتبشير بقدرة الإنسان فى نهاية المطاف على هزيمة الوباء!

خير الكلام:

<< رأسمالك علمك، وعدوك جهلك، وغاية العلم الخير!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: