رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ومضة
مناعة القطيع

رغم ان إجراءات التباعد الاجتماعى التى دعت لها منظمة الصحة العالمية أسهمت الى حد كبير فى الحد من تفشى مرض كورونا ولكنها لم تقض على الفيروس، تماما حتى الآن ولم تصل بنا الى حلول جذرية. غير انها تمثل عملية خراب شامل للاقتصاد سواء على مستوى الفرد او المؤسسات او الدولة، وفى امريكا وحدها التحق أكثر من 24 مليون أمريكى بركب العاطلين عن العمل. ونحو 80 مختبر حول العالم ومئات العلماء يعملون ليل نهار لتخليص الإنسانية من هذا الوباء، ولا يعلم غير الله متى ستصل البحوث والتجارب المعملية الى المصل الذى قد يكتشف بعد شهور وربما اعوام.

ولكن هناك وجها آخر للمواجهة يعرف علميا بمناعة القطيع التى تقوم على مبدأ السماح للناس بارتياد الأماكن العامة والتفاعل فيما بينهم، دون إغلاق المحال التجارية أو المتنزهات والشواطئ، أى أن السلطات تسمح بانتشار العدوى على نطاق معين. والهدف من هذه الإستراتيجية هو أن يصاب الناس ويتعافوا حتى يكتسبوا مناعة ذاتية، على نحو تلقائي، لاسيما أن الفيروس ليس فتاكا بشكل كبير، لأن نسبة كبيرة من المصابين لا يشعرون بأى أعراض. مع اتخاذ السلطات إجراءات لحماية الفئات الأكثر عرضة للإصابة، مثل كبار السن ومن يعانون أمراضا مزمنة. وقدمت السويد نموذج (مناعة القطيع)، وأظهرت الخطة فعاليتها، واعلنت السويد ان 20% من قاطنى أستوكهولم العاصمة اكتسبوا مناعة ضد الفيروس.

منظمة الصحة العالمية تعترض بشدة وتدفع بأن مناعة القطيع ليست آمنة العواقب، فإذا كانت قد آتت ثمارها فى دولة متقدمة مثل السويد، فإنها قد شأنها أن تسفر عن وضع كارثى فى دول أخرى ذات أنظمة صحية ضعيفة.


لمزيد من مقالات خالد الأصمعى

رابط دائم: