رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عند مفترق الطرق
قطعان بشرية!

مضت أيام رمضان ـ كعادته ـ سريعة مولية، ولم يعد يتبقى فى القنديل سوى القليل، ويغادرنا على أمل عود جديد، ندركه ويدركنا، ويبلغنا ونبلغه، دون وباء حرمنا من بهجة أكيدة ومتعة روحية، كانت تعوض بؤس الأيام المقفرة.

الزمن فى الوباء وخلف جدران الحجر، ممل ورتيب ويثير الضجر، وثقيل الظل مثل جثة ميت لا تريد أن تدفن، ولكن هذا الزمن الميت مسته روح رمضان المباركة، فراح يركض وهو الذى لايتحرك.

ليس أمامنا إلا مواجهة الوباء، الذى كما قلت سابقا ـ ليس فيه خير، إلا ما يمليه على الإنسانية من دروس قاسية، كمعلم صارم مطاع، يضع امتحاناته الصعبة أمام الجميع دون تفرقة، بلا اسئلة اختيارية، وإنما إجبارية ليس لها إجابات نموذجية مسبقة، ويلاحقها عدم اليقين.

لم أكره فى هذه الجائجة سوى أمرين الأول حرمانى من المقاهى التى اعتبرها مدرسة الحياة الكبرى، التى يتعلم فيها البشر، مقابل ثمن «المشاريب» فقط، أما الثانى فهو تعبير «مناعة القطيع»، الذى ينتمى إلى علم الأوبئة البيطرية، حيث يتم الاهتمام بالصحة العامة للقطيع وليس بأفراده.

سياسة «مناعة القطيع» يصاحبها اندفاع أعمى نحو رفع العزل، دون وجود اختبارات كافية، ودون قدرة على تتبع الحالات المخالطة، يمكن أن تؤدى حسب تحذير منظمة الصحة العالمية، إلى عملية حسابية وحشية للغاية، لاتضع الناس والحياة فى مركز تلك المعادلة.

ياحكومات العالم:«البشر ليسوا قطعانا».

> فى الختام ـ يقول الله تعالى فى كتابه الكريم:

«ولسوف يعطيك ربك فترضى».

[email protected]
لمزيد من مقالات محمد حسين

رابط دائم: