صارت البشرية على وشك تداول مصطلح تريليونير، أى من يمتلك تريليون دولار فأكثر، أى ألف مليار، أى واحد وإلى يمينه 12 صفراً! فى نقلة نوعية لحوار البشر ولغتهم، بعد أن كثر عدد المليارديرات، وبعد أن صار من المستحيل رصد أعداد المليونيرات! وأما المفارَقة الكبرى فهى أن معظم الطفرات الهائلة فى تراكم الثروة يأتى متزامناً مع أزمات طاحنة تضرب الجماهير العريضة وتسحقها سحقاً، بل إن هذه الأزمات هى البيئة التى تتولد فيها هذه الثروات، وهى التى توفر الظروف والمناخ لتراكم الثروة بهذه المعدلات الخرافية، عندما يستغلها بعض العباقرة! وينبغى الإقرار لهؤلاء بالعبقرية، لذكائهم ولخيالهم المبدع ولديناميكيتهم فى التخطيط والحركة، حتى مع رفض واستنكار تجاوزهم للقواعد القانونية والعرفية، وهو ما لا يكترثون به أصلاً، بل إن لبعضهم حكايات تدخل عالم الأساطير عن كيف كوّنوا الخميرة التى تعاظمت بعد هذا.
وطبقاً لتقرير نشرته (روسيا اليوم)، فإن أول المرشحين للحصول على اللقب الفخيم الجديد، هو جيف بيزوس، مؤسس شركة (أمازون) للتجارة الإلكترونية، حيث تتعاظم ثروته بشكل هائل فى الفترة الأخيرة، فقد زادت أكثر من 29 مليار دولار، فقط منذ بداية العام الحالي، وبلغ إجمالى ثروته هذا الأسبوع نحو 144 مليار دولار، ومن المتوقع، وفقاً لتقديرات بعض الخبراء، أن تتعاظم أكثر من 6 مرات خلال السنوات الست القادمة، لتصل إلى التريليون مع العام 2026! وعندها سوف يكون فى الـ62 من عمره، وفى حالات الأثرياء بهذا المستوى، فإنها سن مناسبة لكى يستمتع بأمواله لسنوات أخرى.
لاحِظ أن القفزة الأخيرة فى ثروته، خلال أقل من 5 أشهر من هذا العام، كانت فى ظل جائحة كورونا، التى تسببت فى إفلاس دول وشركات عملاقة ودمرت حياة مجتهدين بإغلاق مشروعاتهم، ودع عنك ما أصاب العمال والموظفين عبر العالم، إلا أنها كانت سبباً مباشراً فى تحقيق مكاسب هائلة لصاحب (أمازون)، لتزايد الطلب على عمليات الشراء عبر الإنترنت، وهو ما عزَّز أسهم شركته، وجعلها ترتفع بشكل طفرى فى نفس الفترة التى صرعت آخرين!.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب رابط دائم: