إنها بالفعل هستيريا الوباء!
العالم كله يعيش حالة من الفزع والهلع والخوف والقلق منذ أن أطل هذا الوباء اللعين برأسه علينا قبل ما يزيد عن خمسة أشهر مبتدئا رحلة الموت من فوق أرض الصين في مقاطعة «ووهان»!
كل شيء علي أرض المعمورة بدأ يتغير.. تغيرت مفاهيم وتبدلت نظريات وتلاشت الفواصل بين الأغنياء والفقراء وأصبحت عنابر المستشفيات وغرف العناية المركزة هي الخط الفاصل بين المرضي القابعين فوق الأسرة البيضاء وبين المعتكفين في منازلهم متشبثين بالبقاء في طوابير الأصحاء.
أصابت الحياة الطبيعية حالة من الشلل التام بعد أن قل معّدل دوران عجلة المصانع وتوقفت حركة السفر والطيران العالمية وأغلقت المحال التجارية أبوابها باستثناء ضرورات الغذاء والدواء واختفت تماما كل أشكال الترفيه والترويح عن النفس في المسارح ودور السينما والمقاهي والكافيهات وتوقفت المسابقات الرياضية في كافة الدوريات العالمية والإقليمية والمحلية!
لقد انهارت خطوط الدفاع الطبية في أكثر الدول تقدما وعلماء وخبراء وبدأ البحث عن خطط وبروتوكولات صحية جديدة لكيفية التعامل مع هذا الوباء اللعين الذي كان مجرد تصوره قبل عدة أشهر بالأمر المستحيل.
لم يجد الناس من شدة الرعب ملاذا سوي التضرع نحو السماء طلبا للنجدة والمساعدة من هذه المرحلة المخيفة البائسة المليئة بكل أسباب الغموض والإثارة تحت وطأة الذعر من تعمق الإحساس بالعجز عن قهر هذا الوباء حتي الآن!
وأصبح كل ما يجري في مطابخ السياسة وفي معامل الأبحاث العلمية أشبه بعمليات طوارئ لا يمكن تفسيرها إلا علي أساس هذه الهستيريا!
اتصالات وتحركات ومحاولات تسابق الزمن بشكل محموم.. حمي البحث عن لقاح وحمي البحث عن علاج وحمي البحث عن سبب ومصدر نشوء هذا الوباء.
نعم إنها هستيريا الوباء الذي لم تعرف البشرية مثيلا له من قبل ولكن هذه الهستيريا مهما قيل عنها فإنها علامة من علامات حب الإنسان في الحياة وفي البقاء!
خير الكلام:
<< ليس في قاموس الخطر إلا كلمة واحدة هي الآن!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: