كلمة عابرة
كوبرى محور ترعة الزمر

هناك ما يستحق التوقف والمراجعة والتصحيح والمساءلة ومحاسبة المخطئين وإعلام الرأى العام عاجلاً بالنتائج، بخصوص الخطأ الجسيم الذى انطلقت صورته على مواقع التواصل الاجتماعى بسرعة رهيبة طوال اليومين الماضيين، والتى ظهر فيها أحد الكبارى تحت الإنشاء يبدو ملاصقاً بارتفاع يصل إلى نحو الدور الرابع لصف من العمارات! وقد اشترك فى بث الصورة متصيدو الأخطاء، مع من يفبركونها، مع المخدوعين من هؤلاء وأولئك، مع حسنى النية الذين لا يرضون بالخطأ. وانهالت تعليقات كل هؤلاء، بعضها يتباكى على المنظر المشوه، أو على التهديد الذى يلحق بالسكان، وبعضها يسخر ويتندر. وهناك من تعمَّد تلطيخ أكبر انجازات تشهدها مصر فى تاريخها فى إنشاء الطرق والكبارى.

ثم بدأت المعلومات تتبين شيئاً فشيئاً، حيث اتضح أن الصورة لأحد كبارى المشروع العملاق، محور ترعة الزمر بمحافظة الجيزة، الذى يحل مشكلة ضخمة بربط دائرى المنيب جنوباً بدائرى الوراق شمالاً، بطريق حر بطول حوالى 12 كم، وبتكلفة نحو 4 مليارات جنيه. وما كان يليق أن تكون أول التعليقات الصادرة من مسئول بالجهاز المركزى للتعمير، طعناً فى الصورة الواضحة والزعم بأنها مأخوذة من زاوية خطأ، وأن هناك مسافة فاصلة غير واضحة تصل إلى ثلاثة أمتار..إلخ! وحسناً أن أوضح هانى يونس، المستشار الإعلامى لرئيس الوزراء، أن هناك خطأ ما وأنه بسبيل التصحيح، وأعلن أن هناك ربع مليار جنيه مرصودة لتعويض العمارات المتداخلة مع المشروع والتى سوف تُزال.

وبغض النظر عن التشويه المُتعمَّد الذى قام به البعض انتهازاً للفرصة، فإنه ينبغى الإقرار بفضل مواقع التواصل الاجتماعى فى كشف مثل هذه الأخطاء وتكوين رأى عام إيجابى تجاه الإصلاح. وهذا يدعو إلى أن تقوم الدولة بتحقيق فورى تعلن نتائجه، خاصة بعد أن دخل الموضوع فى قلب اهتمام الرأى العام. ولا يجوز المناورة حول أخطاء وقعت بالفعل، فقد كان الأولى أن تُزال المبانى التى تعترض الكوبرى قبل الشروع فى بنائه. ثم يجب أن تكون هناك إجابة مطمئنة عن كيفية إزالة هذه العمارات الضخمة دون تهديد لجسم الكوبرى!