لحظة تأمل
التكيف مع «كورونا»

لا بديل فى الوقت الحالى وإلى حين ظهور علاج فعال لفيروس «كورونا» عن التكيف معه فى كل مكان من البيت والعمل وأماكن الخدمات العامة، وحتى المتنزهات، وأماكن الترفيه، وقد استوقفتنى فى هذا الصدد الإجراءات التى تسعى الاتحادات الرياضية للأخذ بها تمهيدا لعودة الألعاب الرياضية، وخصوصا كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى فى العالم، ومنها عدم حضور الجماهير المباريات، والاكتفاء بمشاهدتها عن طريق البث المباشر، وزيادة عدد التغييرات فى المباريات إلى خمسة بدلا من ثلاثة، وتطبيق هذا التغيير بشكل مؤقت خلال الفترة المقبلة، ولحين تحسن الأوضاع والقضاء على الفيروس.

أيضا فإن المصافحة قبل المباريات كما جرى العرف لإرساء قواعد الروح الرياضية والمنافسة القائمة على سلوكيات اللعب النظيف، سوف تتوقف تنفيذاً لسلوك التباعد الجسدى المتبع في مواجهة انتشار لوباء كورونا، للحفاظ على سلامة اللاعبين.

وبرغم أن إحراز الأهداف هو اللحظة الأكثر متعة على البساط الأخضر، فإن الإحتفال من الآن سيكون في صمت بعيداً عن الصخب والأحضان، كما تقرر منع إقامة المؤتمرات الصحفية، وبالطبع سيكون هذا القرار مريحاً بشكل أكبر للمدربين خاصة أولئك الذين لا يفضلون الظهور الإعلامي أو من لا يتحكمون في تصريحاتهم التي قد تورطهم بعقوبات اتحاد الكرة، ومن ثمّ سوف يؤثر هذا المنع على التصريحات الساخنة بين الفائز والخاسر عقب كل مباراة. إن هذه الإجراءات الرياضية تدعونا إلى التفكير فى اتخاذ إجراءات مماثلة على جميع الأصعدة، بحيث يتحقق التباعد الجسدى، وتسير الحياة التى كادت أن تتوقف تماما، مع مراعاة ارتداء الكمامة والقفاز، وهذا من شأنه تحقيق السلامة الصحية، ومن الممكن أن يصبح سلوكا جديدا فى التعامل مع الآخرين تفاديا لأى أمراض معدية جديدة فى المستقبل.