كورونا ..فرصة للإسراع فى الإصلاح

كل يوم يتكشف جزء من جبل الثلج الذي تسببت به جائحة كورونا، ونقصد به حجم الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الجائحة، فبجانب توقف إيرادات قطاعي السياحة والطيران، هناك المصاريف الحتمية من اجور ومصاريف تشغيل وفوائد وأقساط القروض المحلية والخارجية، ولاشك ان هذا الموقف الصعب الذي تتعرض له الشركات المصرية العاملة بهذين القطاعين وحتي بالقطاعات الاخري يفرض عليها سرعة تنفيذ إصلاحات طال انتظارها، وربما كانت تواجه مقاومة من البعض إلا انه مع الجائحة تأكدت أهمية الإسراع في التنفيذ.

ونعلم ان اداء الشركات المصرية العامة وحتي الخاصة يشوبه الكثير من القصور وهو ما يرجع الي عوامل عديدة لعل اهمها غياب الادارة المحترفة عن كثير من شركاتنا التي تعتمد علي نظام عقيم للترقية للمناصب العليا، بجانب فجوة تكنولوجية في ادارة الاعمال وضعف الهيكل المالي، حيث ان اغلب الشركات المصرية تعد صغيرة من حيث رأس المال والتراكم الاستثماري بها اذا قورنت مثلا بأكبر 500 شركة في العالم، وهو ما يحد من قدرتها علي المنافسة والاهم تحملها للصدمات.

ولاشك ان التداعيات الاقتصادية للجائحة تظهر أهمية تغيير هذه الصورة، فلابد من الاستفادة من الأزمة لإعادة النظر في هذه المشكلات وإيجاد حلول جذرية لها مثل الدخول في صفقات اندماج بين الشركات المصرية، خاصة العاملة في مجالات متقاربة، او حتي في نفس المجال، والتحول الي الادارة المحترفة وانفتاح اكثر علي البورصات العالمية لإيجاد كيانات مالية اكثر قوة واستعدادا للمنافسة، فالوقت حان للنظر أبعد من السوق المحلية، فيجب علي دوائر الاعمال المصرية التفكير جديا في التوسع باستثماراتها الي خارج الحدود وتوسيع اعمالها بالخارج.