رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ولكن المصريين يحبون رجال الأعمال!

مع ظروف كورونا، تيقن المصريون من حتمية ان يأكلوا و يتداووا ويلبسوا من إنتاج بلادهم، تأكدت قيمة منتجات ومصنوعات مصرية، أسس لها مصريون، كانوا رجال أعمال, بصورة ذهنية لم يتشكك فيها أحد!. لم يتوقف امتنان المصريين لطلعت حرب مؤسس البنك واستديو السينما ومصنع الغزل، واقترن حضوره في الأذهان بصورة ارتبطت بكل ماهو جميل وإيجابي ومحفز علي العمل بقيمه، صورة ضمنت له ليس فقط خلودا في تاريخ مصر، ولكن تربعا واستقرارا في قلوب المصريين.. ظروف كورونا نفسها بعثت من جديد الشبراويشي ومنتجاته وفي المقدمة منها تلات خمسات ومنتجات اخري، ترحموا معها علي منتجها الشبراويشي.. حتي الذين كانوا في لحظة، من مؤيدي القرارات التي أخرجته من السوق، راجعوا أنفسهم وما اعتقدوه صوابا، وامتلك بعضهم شجاعة الإشارة الي رجال اعمال أحبوا صورتهم وقيمهم كعصفور وياسين وحتي من كان منهم من حملة الألقاب كعبود باشا، وفرغلي باشا، لم يذكرهم المصريون الا بكل خير ..لم يحب المصريون التاريخ، لكن قدرتهم علي الفرز، جعلتهم يحبون رجال الاعمال، الذين حملوا مع الإنجاز قيما طيبة، لا تحتاج الي شروحات، وفي زماننا كانت هناك اسماء لرجال أعمال اقترنت أسماؤهم في الفضاء العام بكثير من المعاني الإيجابية، ولم يستحضر المصريون لهم غير العمل والإضافة والشفافية، ولم يكن لهم ظهور علي الشاشات او صفحات الجرائد، الا في حدود دورهم الحقيقي كرجال أعمال..

لم ألتق و لا أعرف وليس هناك أي صلة لي من بعيد او قريب لكن ذاكرتي تحتفظ بلحن.. اللحن الذي كان يأتينا عبر تليفزيون الابيض والأسود، مصاحبا لإعلان ... العربي في الموسكي وهو لحن الفته اذان جيلي، وتوازت مع استدعائي لحوار نادر، تم نشره مع الحاج محمود العربي قبل اكثر من عام تكلم عن نفسه، و المسار الذي اتخذه. هذا مسار رجل صناعة عصامي، وتاجر نزيه، كما يقول الكتاب.. حاضر في الفضاء المصري لعقود وطوال الوقت بشغله .. لم نسمع عنه او منه إلا ما يتعلق بإنتاج.. علي مدي عقود تغيرت فيها مصر سياسيا واقتصاديا ، لم يحدث ان اقترن اسمه الا بقيمة العمل.. رجل بدأ سلم التجارة من حارة أم الغلام بالجمالية واستمر بقيمة العمل، الي ان نال ارفع وسام ياباني باعتباره رجلا اثر في الاقتصاد الياباني.. الحقيقة ان مجموعة القيم التي تستشرفها من رحلة رجل أعمال لا نملك الا ان نحبها، هي منظومة قيمية انت في أمس الحاجة الي ترويجها اليوم واشاعتها، ولا تملك الا ان تحبها..فنحن نحب رجل الاعمال كما نتمناه .. الذي هو رجل عمل في المقام الاول.. رجل القيمة المضافة.. وخلق فرص العمل، وصقل الكوادر.. الرجل الذي يدفع للدولة ضرائبها وجماركها وكذلك يدفع للعاملين معه أجورا وأرباحا جيدة.. ولا نسمع او نري منه إلا عوائد العمل، حتي حين يعلن عن نفسه لا نعرف إلا ما ينتجه.. عدت الي أرشيفي .. اعتمد الحاج محمود كما قال في الحوار علي مهندسي القطاع العام والمصانع الحربية لإقامة وتثبيت مصانعه.. الناس معه تعمل بجد وتنال حقوقها بجد .. الصورة التي فطن إليها المصريون حتي قبل ان تجري معه الحوارات، ارتبط في المخيلة المصرية بأنه محل ثقة، ..فهذا رجل أعمال هو وأولاده، يحصلون علي رواتب ويتوسعون في البناء بالارباح.. لا مظاهر ولا افتعال ولا استفزاز. ناس تضع القرش في مكانه.. بدأ العمل في اول الأربعينيات ببائع قطاعي في ام الغلام، ثم جملة في الموسكي، باع الاقلام وصنع الوان اللخبطة قبل ما يوزع المروحة ثم يصنعها.. في سنة 64، كان معه عامل واحد فقط.. اليوم معه آلاف العمال و يحلم ان تصل اعدادهم الي مئات الالوف.. هو رجل الصناعة والمؤمن بان تسعة اعشار الرزق في التجارة، له مفاتيحه الروحية... ليس لي اي علاقة من اي نوع ، لا بالرجل و لا بمؤسسته، لا من قريب او بعيد فقط انا مع رجال الأعمال المصريين. من قال ان المصريين لا يحبون رجال الاعمال؟!


لمزيد من مقالات ماجدة الجندى

رابط دائم: