رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
فشل الاستخبارات الإسرائيلية

لا تزال إسرائيل تتكتم علي أسباب مهمة وحسّاسة لفشل جيشها في حرب أكتوبر 1973، حتي بعد مضي نحو 47 سنة علي الحرب! وقد نشرت جريدة (هاآرتس) هذا الأسبوع، ونقلت عنها مواقع إخبارية، بعض معلومات إضافية، علي الأجزاء التي سبق نشرها عن تقرير لجنة (أجرانات)، التي شكلتها إسرائيل في 20 نوفمبر 1973، أي بعد أقل من شهر واحد علي انتهاء الحرب، وصاغت اللجنة تقريرها النهائي المكون من 1500 صفحة، في 30 يناير 1975، إلا أن الديمقراطية الإسرائيلية لم تُفرِج آنذاك سوي عن المقدمة فقط، المكونة من 42 صفحة! ولم تسمح إلا بعد أكثر من 30 عاماً، في 2006، سوي بنشر الجانب الأكبر من التقرير، مع استمرار فرض السرية علي أجزاء أخري، هي التي نشرت (هاآرتس) منها المعلومات الأخيرة، والتي جاء فيها أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، ومعها جهاز الموساد، قد فشلا فشلا مهنيا ذريعاً في معرفة النوايا الحقيقية للعدو، أي مصر وسوريا، وأن المعلومات التي توصلت إليها الأجهزة الإسرائيلية كانت تؤكد أنه ليس هنالك نية حقيقية لشن حرب.

وهذا يعني نجاح خطة الخداع والتموية التي قام بها الجيشان المصري والسوري. أما فيما يخص مصر فينبغي أن يُعزَي فضل اتخاذ قرار الحرب للسادات، الذي وثق في جيشه وقادته، واعتمد خططهم التي فيها الحيل التي انطلت علي الإسرائيليين. ثم اختلف مع السادات بعد هذا في أي شيء آخر.

لقد أعلن الفريق الجمسي بعد الحرب أن الجيش المصري وضع 300 عملية خداع لإسرائيل بدأت قبل الحرب بعدة شهور، وكان آخرها قبل دقائق من انطلاق الجيش المصري، عندما صدرت الأوامر للجنود علي الضفة الغربية للقناة بإبداء الاسترخاء للمراقبة الإسرائيلية من الناحية الأخري من القناة، بأن يخلع الجنود المصريون الأحذية ويتسلوا بمصّ القصب، مما أربك الاستخبارات الإسرائيلية التي كانت تتابع بدقة حركة القوات المصرية المتقدمة نحو القناة، مما أوقع الإسرائيليين في فخ التوهم بأن حركة الجيش المصري هي فقط للاستعراض للكذب علي الجبهة الداخلية التي كانت تلح بحرب تحرير سيناء.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: