مع أهمية مسلسل (الاختيار) بتخليد ذكرى أبطال يضحون بحياتهم دفاعا عن الوطن، ترك تساؤلا مهما، كيف يمكن تصويب الصورة المرتبكة لدى المواطن البسيط؟ فالجندى يستمد قوته من إيمانه بالله والوطن، ويستعين بكلام الله وآياته وقت الشدائد. وعلى الجانب الآخر نجد الإرهابى يقتل ويفجر، ويستشهد بآيات وأحاديث، وإن طوعها وفق أفكاره وأهدافه وسفك دماء الأبرياء، يستقيها من كتب وتفاسير منحرفة، يؤكد ذلك كتاب (الاتجاهات المنحرفة فى تفسير القرآن الكريم دوافعها ودفعها) للشيخ الذهبى وزير الأوقاف الأسبق، الذى اغتالته جماعة التكفير والهجرة فى سبعينيات القرن الماضي، وفى كتابه يرد على أفكارهم فكرة فكرة، ويكشف تحايلهم على كلام الله. بينما ظلت أفكار شكرى مصطفى قائد تلك الجماعة ملهمة لأغلب قادة التطرف فى العالم.
من نحاربهم الآن هم الجيل الثالث والرابع للإرهابيين وان تغيرت مسمياتهم، فالإرهابى يموت وأفكاره حية تتنقل مثل الطاعون بين أطياف وأجناس مختلفة ممن يسهل استمالتهم باسم الدين. وعلى مدى نصف قرن لم تدخر الدولة جهدا وتضحية لاستئصال هذا الورم الخبيث من جسد الوطن. نعم المواجهة المسلحة مهمة للقصاص من عشماوى وكل من هانت عليهم أرواح أولادنا، لكن يبقى السلاح الأقوى للقضاء على الإرهاب, محاربة الفكر بالفكر والارتقاء بالتعليم وتنقية المناهج. أداء فنانى (الاختيار) جاء حماسيا، بنفس حماس المتفرج، لأن مايجرى على الشاشة يرتبط بمصيرنا وبلدنا. ننتظر إعادة المسلسل دون إعلانات ويعقب كل حلقة مناقشة وتحليل وتوضيح زيف تدين الإرهابيين.. صدق أمير الشعراء أحمد شوقى بقوله: مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا.
لمزيد من مقالات سمير شحاتة رابط دائم: