رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى المواجهة
ليس الإعلان التليفزيونى وحده!

من قال إن الإعلان التليفزيونى للكومباوند الشهير هو وحده من أخرج أسوأ ما بداخل بعض المصريين من تنمر وإثارة للنعرة الطبقية، فالقضية بدأت قبل ذلك بكثير ونمت وترعرعت بفعل متغيرات اقتصادية واجتماعية حادة وفرت أرضية خصبة لحالة من التطاحن الطبقى غير المبرر. بعض فئات المجتمع من المتوسطة اقتصاديا فأقل نسيت حكمة الله فى خلق البشر أغنياء وفقراء، فهو سبحانه وزع الأرزاق وقدر الأقوات، ونرى ذلك التصنيف بازغا فى أكثر المجتمعات ديمقراطية وتحقيقا للتكافل الإجتماعي، فهناك أحياء للفقراء ولمتوسطى الحال وهناك أيضا تجمعات مغلقة للأثرياء، لكن الجميع سواسية أمام القانون، والدساتير تحمى حقوق الكافة، فلماذا تطفو عندنا كل فترة تلك النعرات التى تستكثر على الأغنياء ما يعيشونه من ترف مع افتراض أنهم يدفعون حقوق الوطن بلا انتقاص؟

فى المقابل هناك تيار مضاد تقوده بعض الفئات القادرة تفسر أحوال الوطن بعين واحدة، واستفحلت تلك النظرة مع انتشار كورونا فكان الاتهام جاهزا للطبقات محدودة الدخل بأنها وراء تفشى الوباء والدليل نشر صور لتكدس وسائل المواصلات واكتظاظ العتبة والموسكى بالمتسوقين، دون أن يكلف القادرون أنفسهم تقديم بديل اقتصادى واقعى يغنى الكادحين عن النزول إلى أعمالهم.

و(السوشيال ميديا) لا تطرف لها عين وهى تنكأ جراحا ملتهبة، فالبعض ينشر صورا لبسطاء يتحدون الإجراءات الاحترازية من كورونا بينما يؤدون صلاة التراويح على أسطح المنازل، فيرد الطرف الآخر بمقاطع مسربة لأغنياء يمارسون حياتهم باختلاط وصخب داخل تجمعاتهم المغلقة دون مراعاة لقواعد التباعد الوقائي.

غاب عن الجميع أن الوباء يستهدفهم دون تمييز، لكنه أمر متوقع بعد أن غاب عنهم بالأساس أنهم فى مركب واحد هو الوطن الذى يواجه أخطارا محدقة، فاستبدلوا فشلهم فى فهم رسالة المساواة فى المصائب التى حملها كورونا بمزيد من التنمر والحكم على الأمور وفقا لتحيزات ومصالح كل طرف. البعض يحتاج إلى نوع من العلاج النفسي، وينبغى أن ينبرى الإعلام للمهمة، تشاركه دور العبادة والنقابات ومؤسسات خدمة المجتمع، فحالة التربص بين فئات المجتمع تكاد تدخل منطقة حرجة ولا ينبغى السماح باستمرار هذا العبث الذى يغذيه للأسف من يتشدقون بالوطنية ويصدعوننا بمثالياتهم الزائفة ليل نهار.

[email protected]
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: