رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الرئيس وفرص العودة للنجاح مرة ثانية

فى نهاية مايو عام 2003سافرت إلى إيران برفقة وزير الخارجية أحمد ماهر آنذاك، حيث كنت الصحفى الوحيد والمحرر الدبلوماسى المجتهد حسب وصفه لى على الملأ دوما لحضور اجتماعات وزراء خارجية الدول الإسلامية بطهران وتحديدا فى 28 مايو، وبعد الجلسة الافتتاحية المطولة التقيت وزيرى خارجية اليمن أبو بكر القربى، ولبنان جان عبيد فى بهو قاعة المؤتمرات الكبرى بطهران للحديث والاتفاق على إجراء حوار صحفى مع كل منهما، وفجأة هبط علينا حمد بن جاسم وزير خارجية قطر للسلام والتحية على زميليه الوزيرين وبعدها نظر إلى بطاقة الهوية الصحفية الخاصة بى على صدرى وبادرنى بالسؤال عن الأحوال فى مصر وكيف حال المصريين.

فأجبته أن الأوضاع بخير وتسير بوتيرة إيجابية، وأكملت أنها ستكون بخير أفضل عندما تتوقف فضائية الجزيرة وحكومة قطر عن خلق وجلب الانتكاسات المبرمجة وتصدير الأزمات فى محاولة لتكسير أقدام المصريين فى الاقليم فبادرنى فى التو برد يحمل عبارات خبيثة تتمحور حول نهاية الدور المصرى فى المنطقة والاقليم، وغلق الأبواب التى تحول دون أى حضور وأدوار واشتباك سياسى مصرى، وأن هناك دولا صاعدة فى الإقليم ستملأ هذا الفراغ وأشار إلى إيران وربما تركيا ولسان حاله يقول ربما قطر أيضا، وتابع وهو يغادرنا أن أدوار وحجم الدول لم يعد يقاس بكثافة المساحة وأعداد السكان.

وبعدها جاء أحمد أبوالغيط وزيرا للخارجية فى منتصف عام 2004 وحاول الرجل بكل جسارة أن يتصدى لمحاولات قطر وغيرها النيل أو تقزيم الدور والحضور المصرى فى الإقليم هكذا أنا رأيته وراقبته عن قرب وبعد، وسعى جاهدا لانقاذ الحضور المصرى فى الإقليم، والمجتمع الدولى عبر تنشيط قنوات الدبلوماسية المصرية ودوائر العلاقات الدولية النشيطة وإن كانت العلة الكبرى سوء الأوضاع الداخلية وتزايد وتيرة الازمات المتصاعدة وفقدان النظام وقتها الأدوات والإمكانات على مواجهتها ومقارعة طوفان الكوارث المتلاحقة بسبب حالة الجمود وتراكم التجريف ونزيف خسائر صرخات وأنين أوجاع المصريين من مفاقمة الأخطار ومراكمة الأخطاء.

وبالطبع بعد أحداث الحراك فى 25 يناير وصعود جماعات الإرهاب والإخوان وعصابات الفوضى الجوالة انتكست الأوضاع أكثر إلى ما لانهاية وانتهى الدور المصرى وتآكل الحضور نهائيا فى الإقليم، وحضرت قطر وتركيا لتمطيا ظهر المصريين وتخطفا القرار والتاريخ والادوار اعتقادا بوراثة الدولة المصرية المريضة وقتذاك، ولم لا وشياطين جماعة الاخوان الارهابية تحولوا إلى اتباع وخدم لفرمانمات السلطان العثمانى الجديد وعاشوا أسرى حقائب الأموال المحمولة جوا مع بن جاسم وزيارات دفتر الشيكات المكوكية للأمير القطرى آنذاك حمد بن خليفة.

واستمرت سنوات الخنوع والتردى إلى مهالك الضياع وخطف الوطن إلى ظلمات المجهول إلى أن حضرت ثورة 30 يونيو وتمت كتابة الفصل الجديد فى تاريخ هذا الوطن، ليسطر التاريخ صفحات جديدة مضيئة مع دولة مصر وقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى ليعيد فتح الأبواب التى أغلقت أمام الأدوار والحضور المصرى عقودا مشهودة بالتراجع وزمن الخيبات والانتكاسات التى كانت تتماهى مع أحلام وخطط بن جاسم وغيره من الحالمين المتآمرين، وكانت البداية مع السيسى فى الإسراع فى بناء وترتيب أولويات نهوض وانتشال هذا الوطن ليقف على قدمين مترسختين من جديد بنجاحات فولاذية، حيث تحقق الحلم فى خمس سنوات وكان أعظم مافيها من نجاحات تحقيق أسطورة البناء والتشييد وإعادة بناء البنية التحتية لهذا الوطن فى الداخل عبر مشروعات الحلم الذى كان يراود كل مصرى لتوفير استحقاقات دولة العبور إلى المستقبل، حيث جملة المشروعات والنجاحات التى تحققت فى أزمان قياسية أمر خارق للعادة ويضع أقدام هذا الوطن على مشارف عصر النهوض الكامل حيث تتكامل خطط البناء والولادة العملاقة لمشروعات كبرى فى كل مناحى الحياة بلا مناص، من إسكان وطرق ومواصلات واتصالات تكنولوجية حديثة وجامعات ومعاهد تقنية وعصرية ومدن جديدة تقارب 15 مدينة جديدة عملاقة حديثة وعاصمة جديدة، حيث يمكن اختصار كل هذه النجاحات بما فيها برامج وأولويات فترة الحكم الثانية لإعادة بناء الإنسان المصرى من صحة وتعليم وثقافة وغيرها بتأسيس الجمهورية الثالثة بعد نهوض فترة حكم محمد على، ثم جمهورية ثورة 52 وما حققه عبد الناصر والسادات قياسا مع تباين المواقف والتوجهات وان كانت العبرة بحجم الإنجازات والنجاحات فى بعض الميادين والمعارك، ثم جمهورية السيسى الثالثة.

وبجانب كل ذلك ايضا نجاح قيادة السيسى فى إعادة فتح الأبواب بقوة أمام عودة الحضور والدور المصرى فى الاقليم وتشابك العلاقات والمصالح وضرب مشروع تقويض عدمية وغياب وانزواء وتراجع وإنهاء هذا الدور المصرى فى مقتل، لتعود القاهرة بقضها وقضيضها واشتباكاتها الدبلوماسية والسياسية مع قضايا الاقليم وتنتهى أكذوبة أدوار الثلاثى التخريبى الإيرانى والتركى والاسرائيلى ويكفى كل سياسى ومثقف واعلامى مصرى أنه لم يعد يقرأ أو يتفاجأ فى لقاءاته واطلالته وسفرياته بين العواصم العربية ودول الإقليم بعبارات التهكم أو الشفقة أحيانا عن غياب مصر أو أين الدور المصرى فكل ذلك أصبح خلف ظهر المصريين بفعل تغيير المعادلة، البناء والنجاح داخلى يؤهل لدور ونجاح خارجي.

ولكن هل يتوقف أو يتراجع كل هذا النجاح فى مصر مع تزايد كارثية جائحة كورونا التى ضربت اعتى وأكبر دول العالم وأنزلت بالغالبية منهم هزائم ثقيلة، بالطبع الخسائر والأثمان التى ندفعها والفواتير التى نسددها فى مصر كبيرة ومرهقة وإن كنا لسنا وحدنا فى مواجهة طبائع هذا الحال إلا أن هذا لا يمنع من الإشادة بنجاح الرئيس والحكومة فى خطط الحماية ومقارعة ومواجهة هذا الوباء حتى الآن حيث اتخذت كامل الاحتياطات وسدت كل الثغرات، وان كانت وقعت وفيات واصابات فإن ذلك مرده غياب الوعى الحقيقى لدى بعض أبناء الوطن واعمال الاستهتار واللامبالة والخفة فى أخذ إجراءات الحماية.

وفى تقديرى أنه بعد زوال تلك الغمة وكتابة نهاية هذا الوباء مع ظهور الدواء أو الأمصال سيعاود السيسى من جديد فتح أبواب النجاح والنهوض بهذا الوطن واستغلال الفرص وتعويض فترات خسائر كورونا مرة ثانية، فمثله طموحاته بلاحدود وسقف أحلامه يطال السماء وعقيدته جعلت المستحيل ممكنا.


لمزيد من مقالات ◀ أشرف العشرى

رابط دائم: