رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
بينما كنا نائمين!

فى عام 1995، أنتجت هوليوود فيلما كوميديا عن فتاة (ساندرا بولوك) تعمل بشباك التذاكر بمحطة قطارات، أنقذت شابا غريبا من الموت بعد أن دفعه لصوص أمام القطار أثناء محاولة سرقته، ونقلته للمستشفى فاقدا الوعى، ليتعامل الجميع معها، بمن فيهم أسرته،على أنها خطيبته لدرجة أنها صدقت نفسها، وعندما سألها الشاب بعد ذلك: متى وقعت فى حبى؟ ردت: عندما كنت نائما.
شيء من هذا القبيل يحدث بالأراضى الفلسطينية المحتلة.العالم مشغول بكورونا، ويبدو نائما لايدرى أو لايريد أن يهتم، بما تفعله إسرائيل، بينما نيتانياهو يقترب أكثر من أى وقت مضى من تحقيق حلمه بقضم أجزاء من الضفة الغربية.
على الدوام،  ظلت الحكومات اليمينية المتطرفة، وفى مقدمتها حكومة بيجين( 1977 – 1983) تدعى السيادة على القدس، لكنها لم تجرؤ على فرض قرار الضم، ثم جاء رئيس الوزراء الحالى ليحول الأمر لواقع فى نسف كامل للقوانين والاتفاقات الدولية. حتى هو نفسه كان فى البداية مترددا فى اتخاذ الخطوة. كان أكثر حذرا وحرصا على مراعاة ردود الأفعال العربية والدولية.
لكنه، إضافة لحاجته الماسة لفعل سياسى ضخم يحمى بقاءه السياسى والقانونى من شبح السجن المنتظر، وجد حالة لا مبالاة دولية بما سيقدم عليه. بل إن كثيرين توقعوا الخطوة واعتبروها تحصيل حاصل، وهم الآن يجهزون رد فعل، يرفض ويدين لكنه لا يذهب أكثر من ذلك. ولأنه ضمن موافقة أمريكية، ستأتى على الأرجح مع زيارة بومبيو لإسرائيل غدا لدعم الائتلاف الجديد، فقد أصر على أن يكون الضم بندا فى اتفاق التشكيل الوزارى، لإلزام الجميع به، وفى مقدمتهم شريكه جانتس.
منذ نكسة يونيو67، اعتادت إسرائيل، بدعم أمريكى، كسر كل القواعد المتعارف عليها وتنفيذ ما تريد لكن وسط رفض عالمى أوصلها لما يشبه العزلة الدولية. الآن هى تنفذ ما تريد وما لم يخطر على بال غلاة متشدديها القدامى، دون أن تسمع لوما أو عتابا. ولو سألها أحد، مع أنه لن يحدث على الأرجح: كيف فعلت ذلك؟، سترد: لأن العالم كان نائما.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبد السلام

رابط دائم: