رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

العودة إلى قدراتنا الذاتية.. أهم الدروس

من يصدق أن بعد كل ما حققه الانسان من إنجازات علمية ينهزم الجميع كبارا وصغارا وقوى كبرى سياسيا واقتصاديا وعلميا وقوى استقوت وطغت وهددت العالم أمام فيروس من أصغر المخلوقات ... من يصدق الا تستطيع الأمهات احتضان أطفالهن ويفقد الناس أحبابهم دون قدرة وداعهم ويموت صغار وحدهم فى العزل لأن أهلهم فى عزل بعيدين عنهم ويقضى مسنون فى محابسهم فى بيوت مسنين ويكتب وصاياهم أطباء يقاتلون ببسالة الوباء فى مستشفيات العزل... ومن عجائب الأمور أنه قبل الجائحة اختار كثيرون من البشر العزل والوحدة واستسلموا لعوالمهم الافتراضية وشبكاتهم العنكبوتية وجاء الفيروس ليجعل الانقطاع إجباريا والتباعد الاجتماعى من ضرورات النجاة ..! السؤال المهم .. هل تغير البشر .. هل استعاد الخير قوته وقدرته فى الصراع الأبدى بين الخير والشر. آلهة الشر الجدد لا ينهزمون ووسط ما يعيشه العالم من كوارث وويلات للوباء عادوا يهددون العالم بحرب نووية لم يخجل ان يعلنها الرئيس الامريكى وعدد الوفيات والمصابين فى بلاده يتجاوز مئات الآلاف وتحذير العلماء هناك من احتمال سقوط عشرات الآلاف من القتلى بسبب الوباء فى الايام المقبلة وعادت قوى الشر والكراهية يمولون ويطلقون جماعات الإرهاب أصحاب الفكر الضال والمتطرف ليواصلوا إهدار الدماء ولتواصل جيوش الحق القتال والانتصار فى سيناء والثأر لشهداء بئر العبد بعمليات نوعية ومداهمات وكشف عن مخزون هائل للأسلحة والقنابل وعربات الدفع الرباعى وانفاق جديدة وفى تزامن ذكرى انتصارات العاشر من رمضان تتواصل حلقات جديدة من أعظم ملاحم انتصار جند الحق.

> سلام على شهدائنا وعلى مقاتلينا من قواتنا المسلحة ومن جيشنا الأبيض وعلى كل من يدافع ويحمى الحق والأرض والكرامة والحياة .

> أظن أن كثيرين مثلى انتظروا أن ما يشهده العالم من أحداث لا كانت متوقعة ولا منتظرة بل وفوق طاقة واحتمال البشر ستصنع موسما رمضانيا مختلفا ولا أقصد فقط ما فعله الوباء فهو لم ينفجر فى وجه العالم إلا قبل الشهر الكريم بشهرين فمن قبله وقبل سنوات والعالم وعالمنا العربى بالتحديد يعيش جائحات وبلطجه وقرصنة سياسية واقتصادية وتهديدات وصراع على الطاقة ومناطق النفوذ وعجز وشلل المنظمات الدولية وتحالفات قوى واطماع دون إعتبار لقوانين واتفاقات دولية ولحقوق الشعوب وعندما أشير إلى انتظار موسم رمضانى مختلف لا أقصد بالطبع حرمان المشاهدين والمستمعين من الاستمتاع بليالى الشهر الكريم وما اعتادوه من ذائقة مختلفة لها تشارك فى تحقيقها برامج ومسلسلات اذاعية وتلفزيونية خالية من التسطيح والإسفاف الذى شهدته مواسم سابقة ولكن فى كثير مما يعرض تبدو كأنها تصدر وتوجه لبشر فرغوا من مشكلاتهم وهمومهم وأفرغوا عقولهم من فضيلة التفكير وخاصموا جمال وسمو إلابداع وما يؤديه ويضيفه فى حياة الشعوب ويتجاهل كثير مما يقدم هذا العام وقائع حياة الملايين هذا الواقع الذى تفضحه الاعلانات التى تتخللها البرامج والمسلسلات حيث تهدر الملايين فى مسابقات ساذجة وفى تصدير وعرض روعة وفخامة مدن خاصة تتحدى ما وصلت اليه أشهر وافخر مدن الاثرياء واشهر النجوم فى الولايات المتحدة وأوروبا واعلانات فتوحات وإنجازات مصانع خاصة كانت يوما ما ملكا للمصريين ومن أعمدة أمنهم القومى ويعكر صفو وبهجة إعلانات المشروعات والمدن والصناعات الخاصة والفاخرة إعلانات استعطاف الرحمة والرأفة والانسانية التى تفيض من القلوب الطيبة فى الشهر الكريم لإنقاذ المحرومين من أبسط استحقاقات وأساسيات ومطالب الحياة الإنسانية ولاستكمال مستشفيات يحتاجها ملايين المرضى نتيجة الأوضاع الصحية والاجتماعية والاقتصادية ولا تخجل إعلانات بعض المؤسسات الكبرى أن تستغل المرضى من الأطفال لمزيد من الاستعطاف مع أن الخير لا ينتظر استعطافا وينتظرون الرقابة لضمان المصارف التى تتجه اليها أموال بعض هذه المؤسسات!

> لفتنى ما نشر على لسان د.أحمد السبكى رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية ومساعد وزير الصحة بمجلس النواب ان المناطق الريفية والعشوائية فى مصر هى الأقل إصابة حتى الآن بالفيروس وهو ما اعتبره أمرا غير مفهوم سببه وغريبا ...!! وأن مستشفيات العزل بلغت الحد الأقصى للاستيعاب وأننا وصلنا الى ذروة انتشار المرض ونتائج استهتار المواطنين كارثية! انها تصريحات خطيرة من مسئول كبير بوزارة الصحة وتحتاج الى ايضاحات من اللجنة العليا لإدارة أزمة الفيروس، وهل المناطق الريفية والعشوائية هى الأقل فى انتشار الفيروس نتيجة مسح شامل لسكان هذه المناطق أم مجرد انطباعات وهل يصح ان نصدر أحكاما دون قياسات علمية موثقة وماذا أعددنا لمواجهة ما بعد ذروة انتشار المرض ووصول مستشفيات العزل لأقصى حدود الاستيعاب، وضمان التزام المواطن بشروط الوقاية ؟! وارجو الانتباه الى أنه اذا كان التباعد الأجتماعى والبقاء فى البيت يمثل أهم شروط الوقاية من الوباء فهو أمر من الصعب جدا تحقيقه لأننا نعرف طبيعة حياة الملايين من ناسنا البسطاء والأعداد الكبيرة لأفراد الأسرة المصرية التى تعيش وتتكدس ربما فى حجرة واحدة وهو مايعنى ضرورة توجيه مزيد من المسح والكشف عن الوباء والرعاية الصحية لسكان قرانا والمناطق العشوائية التى لا تتوقف على الريف والصعيد بل تنتشر فى مدننا الكبرى كالقاهرة والجيزة . وقد لفتنى ايضأ تكليف رئيس مجلس الوزراء لوزيرى التعليم العالى والصحة ومستشار الرئيس لشئون الصحة والوقاية بالتعاقد على الأمصال الخاصة بالإنفلونزا الموسمية لتتوافر فى بداية الشتاء المقبل وهو بالفعل ما لم نعثر عليه فى هذا الشتاء وأرجو من اللجنة ألا تكتفى بالاستيراد وأن تسعى لاستعادة قوة وقدرة معهدنا القومى لإنتاج اللقاحات والأمصال والذى حقق نجاحات عالمية فى إنتاج لقاحات وأمصال الجدرى والتيفود والدرن والكوليرا.

> إذا كان فى كل محنة دروس وعبر فأرجو أن يكون فى مقدمة ما نخرج به من محنة الوباء الذى نواجهه كما يواجهه العالم كله العودة إلى الاعتماد على قوانا الذاتية وإطلاق ما نمتلك من قدرات وثروات وإمكانات عقلية وعلمية وبشرية تنتظر الفرص المواتية لتثبت أننا نستطيع، خاصة فى ظل إرادة وإدارة وطنية جادة لتحقيقه.


لمزيد من مقالات سكينة فؤاد

رابط دائم: