هذا الموضوع قرأته على موقع اليوم السابع (9/5) من مراسله فى سوهاج عمرو خلف يتحدث فيه عن الشاب على فتحى محمد، ابن سوهاج،الحاصل على الثانوية الأزهرية، والذى منعته ظروفه الخاصة من استكمال تعليمه بالجامعة فى القاهرة، فقرر أن يبيع بطاطا، وتعلم أصول شى البطاطا مع أحد الباعة فى القاهرة. إلى هنا والقصة عادية. غير أن الشاب على عاد إلى بلده، سوهاج، ليس لمجرد بيع البطاطا المشوية، وإنما لصنع طواجن بطاطا بالمكسرات والسمن البلدى، التى يعدها مع زوجته واشتهر على فى سوهاج وعرف باسم ملك البطاطا. وبعد أن ذاع صيته قام بتدشين صفحة على مواقع التواصل الاجتماعى بذلك الاسم.هذه القصة لها فى نظرى مغزى عميق، لفتت نظرى وسعدت بها كثيرا، لأنها تخرج عن المألوف فى ثقافة وسلوكيات الغالبية الساحقة من الشباب المصرى. فهذا الشاب أولا تجاوز عقدة عدم الحصول على شهادة عالية، وهذا أمر رائع فى ظل تلك المشكلة النفسية الشائعة فى مصر. وهو ثانيا عندما فكر فى مزاولة مهنة بسيطة يتكسب منها عيشه وهى بيع البطاطا المشوية، تجاوز مجرد شيها وبيعها بنفس الطريقة، فاجتهد فى تغليفها وتوزيعها فى أطباق نظيفة ومغلفة. ثم هو بعد ذلك، ثالثا بدأ فى تصنيعها على نحو جديد وفريد بتعاون زوجته النشيطة والمكافحة ليبنيا معا مشروعا صغيرا مبتكرا وهو طواجن البطاطا! أليس ذلك نموذجا طيبا للمشروعات الصغيرة التى ينبغى أن نشجعها ونشجع الابتكار والتنويع فيها..؟ وأخيرا، فإن تدشين صفحة له على مواقع التواصل الاجتماعى له مغزاه الذى لايخفى. قد تتساءل: ما الجديد فى بيع بطاطا؟ فأرد عليك: وما هو الشىء المميز مثلا فى ساندوتشات كنتاكى ومكدونالدز والبيتزا؟ ولماذا شاعت الشاورما باعتبارها أكلة تركية؟ و لماذا برع الإسرئيليون فى تسويق الطعمية أو الفلافل المصرية أكثر منا؟ ولماذا لم ننجح حتى الآن فى تحويل الكشرى المصرى الأصيل إلى وجبة سريعة شائعة فى العالم ...أسئلة أتمنى أن أجد لها إجابات وحلولا وابتكارات لدى الشباب المصريين، وتحية واجبة لعلى ملك البطاطا!.
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: