رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى إطار الحديث عن المناعة
الإنسان المحصن أسطورة أمريكية أخرى

ريم عزمى;
فيلم يجسد الانسان المحصن

عندما ظهر الرجل المحصن لم يمثل شخصية بطل أفلام الحركة المعتاد، كما أنه ارتبط بفكرة الناجين من كارثة أرضية مستقبلية، فى ظل فوضى ودمار وبؤس.وهناك جزء علمى بالفعل متعلق بمناعة البشر تمسك به الفن ونسج حوله الأساطير.

وتجدد الحديث عن المناعة بعد تفشى فيروس كورونا المستجد، الذى يعرف باسم «كوفيد 19» أو تتم ترجمته للعربية إلى الفيروس التاجى.وسمعنا عن نصائح لتقوية مناعة الجسم، وقرأنا عن العلاج بالبلازما، حيث يتم استخراج البلازما الغنية بالأجسام المضادة من دم الأشخاص الذين تعافوا من الإصابة وإعطائها للمرضى ممن هم فى حالة حرجة.كما شاهدنا أحاديث عن المناعة القوية لدى بعض الشعوب.كما أزعجتنا نداءات تشوبها العنصرية عن إجراء تجارب علمية فى إفريقيا.

...........................

أنا أسطورة

إنه رجل من نوع مختلف عن الأبطال الخارقين، هكذا تقدم رواية «أنا أسطورة» بطلها، وتحولت إلى أعمال فنية منها ثلاثة أفلام أمريكية شهيرة «الرجل الأخير على الأرض» و»رجل أوميجا» و»أنا أسطورة».الرواية من تأليف الروائى الأمريكى الراحل ريتشارد ماثيسون فى 1954، ولديه أسلوب يمزج بين الرعب والخيال العلمى، ورأى بعض النقاد أنها رواية غريبة وبطيئة، ورأى البعض الآخر أنها لا تتكلم عن مصاصى الدماء بقدر تركيزها على الشعور بوحدة هذا الرجل مما يجعله يتفوق على شخصية روبنسون كروزو، وفى هذا الاتجاه اعتبرها آخرون أنها رواية اجتماعية تتحدث عن تكيف الإنسان أو الطريقة الذى سيتعامل بها الفرد معتقدا أنه آخر الناجين على الأرض وشعوره بالعزلة.والعنصر المشترك بين الأفلام الثلاثة يرتكز على انتشار مرض الطاعون الذى قضى على معظم البشرية وتحول الناجون إلى مصاصى دماء، باستثناء الشخصية الرئيسية وهو رجل واحد يتمتع بمناعة قوية.

فى فيلم «آخر رجل على الأرض» من إنتاج 1964، كل يوم هو تكرار لنفس الروتين بالنسبة للدكتور روبرت مورجان فهو يستيقظ، ويجمع أسلحته، ثم يذهب للاصطياد مصاصى الدماء بعض اصابتهم بالطاعون الذى لم يقتلهم بل حولهم إلى مخلوقات خطيرة ولا يمكنها تحمل ضوء الشمس ولديها خوف من المرايا ويتم صدها بالثوم.



فى فيلم «رجل أوميجا» من انتاج 1975 وبطولة النجم الأمريكى الراحل تشارلتون هيستون، يتصاعد الصراع بين القوى العظمى تندلع الحرب البيولوجية، ويقتل معظم سكان العالم.ويتبقى الطبيب والعقيد بالجيش الأمريكى روبرت نيفيل، فى مدينة لوس أنجلوس المهجورة.فعندما انتشر الطاعون، حقن نفسه بلقاح تجريبى، مما يجعله محصنا.ويكافح من أجل الحفاظ على سلامته، ومطاردة أعضاء طائفة من ضحايا الطاعون الذين تحولوا إلى كائنات ليلية من أكلة لحوم البشر.

وعندما نتحدث عن لفظ أوميجا فهو آخر حرف من الأبجدية اليونانية، وغالبا ما تستخدم أوميجا للإشارة إلى الأخير أو النهاية، على عكس ألفا الحرف الأول من الأبجدية اليونانية.وظهر تعبير «ذكر أوميجا» للإشارة إلى نموذج عكس «ذكر ألفا» القائد والمسيطر على المجموعة، فهو مثله رجل قوى وناجح وبارد وواثق ويحب أن يكون مسئولا عن الآخرين، لكن يختلف فى أنه هو انطوائى ويثق فى عدد قليل من الناس ويتبنى علاقات حميمة أقل ويمكنه العيش بدون مجموعة.

وفى الفيلم صاحب الشعبية «أنا أسطورة» من انتاج 2007 الذى احتفظ بالعنوان واسم البطل لكنه أزال أجزاء من الرواية، يحكى عن روبرت نيفيل الذى يقوم بدوره النجم الأمريكى الأسمر ويل سميث، وهو عالم لم يكن قادرا على وقف انتشارالوباء، بسبب فيروس رهيب من صنع الإنسان غير قابل للشفاء، ونيفيل محصن بفضل مناعته القوية وهو آخر الناجين من البشر فى مدينة نيويورك وربما فى العالم، بين عامى 2009 و 2012، بعدما قضت العدوى على البشر!ورغم وحدته و قسوة الحياة، فهو شديد المثابرة ومازال عاكفا على أبحاثه، لعله يعثر على آخرين نجوا من الوباء وإحتموا فى أماكن آمنة، ويبث رسائل إذاعية يومية ويائسة للعثور على ناجين آخرين ربما يكونوا فى مكان ما.ويتضح أن هناك ضحايا للطاعون تحولوا إلى كائنات الزومبى، والزومبى هو الجسد البشرى الذى مات ثم عاد إلى الحياة مرة أخرى، وهم يتربصون به.وربما يكون الأمل الأخير للبشرية، وهو إيجاد نيفيل طريقة لعكس آثار الفيروس باستخدام دمه المناعى.ويطرح الفيلم فكرة إيجاد توازن بين العلم والإيمان.ويلخص الفيلم الفكرة فى مقولة تأتى على لسان ناجية وهى تصف حالها والناجين الآخرين والعالم «إننا وصية إرثه وهو أسطورتنا».



حلم المناعة

وهناك أفلام سينمائية ومسلسلات تليفزيونية أحدث، تناولت نفس فكرة البطل المحصن،مثل الفيلم الذى تردد الحديث عنه مؤخرا «عدوى» من نوعية التشويق ومن إنتاج أمريكى إماراتى لسنة 2011، من إخراج الأمريكى ستيفن سوديربرج، ويحكى عن السيدة التى توفيت بعد فترة وجيزة من عودتها إلى الولايات المتحدة من رحلة عمل إلى هونج كونج، بسبب مرض أنفلونزا أو نوع آخر من العدوى لكن يبدو أن زوجها الذى يقوم بدوره النجم الأمريكى مات ديمون محصن بفضل مناعته القوية ويبدو أيضا أن ابنته ورثت عنه هذه الميزة.وعندما يبدأ انتشار عدوى قاتلة، لا يصابا لكن يعانيان من قلة الطعام عندما تنتشر الفوضى فى البلاد، إلى أن تستقر الأمور وتعود الحياة للإيقاع شبه الطبيعى مع اكتشاف المصل وعمل قائمة لتطعيم الشعب.

وفى فيلم «ماكس المجنون:الطريق الغضب» الجزء الرابع من سلسلة الأفلام الأسترالية من إخراج مبدع السلسلة الأسترالى جورج ميلر، ولكن هذه المرة من انتاج أسترالى أمريكى جنوب إفريقى مشترك لعام 2015.من نوعية أدب نهاية العالم وما بعد نهاية العالم، وهو فرع من الخيال العلمى يدور حول نهاية الحضارة بسبب وقوع كارثة شديدة مثل حرب نووية أو جائحة.حيث يتم طرح فكرة عن احتياج نقل دم باستمرار للأشخاص المصابين بسرطان الدم فى مرحلة ما بعد الدمار على الأرض، ويتم استخدام أحد الناجين وهو ماكس المجنون ذاته الذى يتمتع بالصحة، فهو بمثابة أسير لعصابة إجرامية تعانى من الأمراض وتبحث عن الدم السليم والوقود والمؤن.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق