عين على الأحداث
دندنة فى زمن اللاطرب

يأخذنا رصد وتدقيق المتألقة المبدعة دوما الأديبة والصحفية سناء البيسى، العازفة على أوتار قلوبنا وتقاسيم عقولنا وثنايا نفوسنا، فى إصدارها مؤخرا دندنة إلى عوالم عاصرها بعضنا وسمع عنها البعض الآخر، واستمتعنا بنتاجها ومازلنا: كلمات وألحان وأداء نجوم ملأوا حياتنا وأوقاتنا سعادة بفنهم الأصيل المتميز فى فرحنا ونصرنا وانكسارنا، وفى شتى المناسبات الشعبية والقومية والخاصة. ولا مبالغة فى ذلك، ولندقق فيما نستمع إليه حتى يومنا وما هو ملتصق بعقولنا من كلمات وألحان وأصوات.عرضت لـ 35 شخصية من ملحنين ومطربين وشعراء. نجوم كثر ملأوا سماء وفضاء الغناء المصرى المتميز الذى انتشر فى أنحاء دولنا العربية، ولمس أوتار وشغاف قلوب شعوبها مثلنا.

وفى غمار إبحارها لرصد فن الغناء بمصر تشير الكاتبة المتمكنة من أدواتها إلى أنها فى مؤلفها هذا لا تؤرخ أو تنتقد، إنما فقط هى مكثت طويلا تدور فى فلك صناع النغم وصياغ الكلم وسلاطين الطرب وأساطين الألحان. وتشير لقول الملحن محمد سلطان عن سبب افتقاد الساحة الآن للطرب: إن مرجع ذلك غياب دور الاذاعة والتليفزيون عن الانتاج ولم تعد هناك لجان استماع من خبراء الموسيقى لاكتشاف المواهب الغنائية. فى مقدمتها تكشف لنا الكاتبة عن ولعها بالاستماع والدندنة منذ الصغر بعد أن بدأت شقيقتها فى تعلم صحيح العزف على البيانو فى منزلهم، وباتت تطالبها بعزف ألحان تشايكوفسكى الذى تقول عنه: من يعشق تشايكوفسكى تسكنه الموسيقى بكل أشكالها وألحانها. وفى رحلتها مع الدندنة الشرقية تجولت سناء البيسى بقلمها الرشيق فى عالم الأشعار والألحان والمطربين والمطربات بأذن العاشق لا بعين الخبير لتأخذنا فى رحلة ممتعة تخرجنا من فضاء وباء الكورونا المثير للقلق.