رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
فى جلباب أوباما

كم من الناخبين الأمريكيين يمكن أن يُصدقوا الرئيس السابق باراك أوباما فى قوله إن (جو بايدن يتمتع بالشخصية والخبرة ليقودنا خلال أحد أحلك أوقاتنا)؟ ربما لا يصدق أوباما نفسه، وهو الذى عرف بايدن عن قرب عندما عمل معه نائبا للرئيس. ولكنه لابد أن يُجَّمل صورة بايدن ليتمكن من تسويقه، بعد أن قرر دعمه حين صار حصوله على ترشيح الحزب الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية أكيدا. ولكى يكون المرشح قابلا للتسويق، لا بد أن يتمتع بالشخصية والخبرة. لم يُعرف عن بايدن أنه ذو شخصية قوية. ولكن هذا لا يمنع أن يجد فيه البعض شخصية مناسبة لقيادة دولة بحجم الولايات المتحدة. هناك من لا يرى أن الشخصية القوية هى المناسبة دائما، ولا يعنيه بالتالى وصفه من جانب ترامب بأنه «نعسان» على سبيل السخرية منه. ولكن يوجد بالتأكيد من يعتقد فى أن الولايات المتحدة تحتاج رئيسا قوى الشخصية يستطيع اتخاذ قرارات كبيرة وجريئة فى مرحلة التعافى من تداعيات «كورونا» الاقتصادية والاجتماعية. أما الخبرة فهى مسألة نسبية يختلف تقديرها من شخص إلى آخر. ولكن الملاحظ أن أوباما حرص على الحديث عن خبرته فى مواجهته فيروس انفلوانزا HINI، الذى انتشر فى الولايات المتحدة بعد أشهر قليلة على دخوله البيت الأبيض عام 2009، وفى إدارة الأزمة المالية الاقتصادية التى انفجرت قبيل ظهور هذا الفيروس واستمرت بعده لسنوات. وعندما يختار أوباما دور بايدن فى مواجهة خطر فيروس HINI، فهو يوجه رسالة إلى الناخبين تفيد أنه الرجل الجدير بالرئاسة فى زمن فيروس كورونا. وربما أراد أوباما أيضاً الرد على ما كان الرئيس ترامب كتبه فى تغريدة على موقع «تويتر» فى مارس الماضى: (لقد كان جو النعسان مسئولاً عن مواجهة فيروس HINI، الذى قتل آلافا من الأمريكيين، وكان أداؤه من أسوأ ما يمكن أن نجده فى سجل أى شخص). وبغض النظر عن شخصية بايدن وخبرته، يثير إعلان أوباما دعمه أسئلة عدة يبدو أحدها محرجا لمرشح الحزب الديمقراطى: هل تسمح شخصيته الضعيفة بأن يعيش خارج جلباب أوباما ذى الشخصية الأقوى؟.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: