رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمات حرة
تحرير سيناء!

لا أعتقد أن جيلا من أجيال مصر المعاصرة ارتبط عمره وحياته ووجدانه بسيناء مثلما ارتبط بها جيلنا. لن أنسى ما حييت ذلك الصباح الكئيب، صباح يوم الجمعة 9يونيو 1967 عندما استمعت بصعوبة من خلال الراديو الترانزستور الذى كان اختراعا حديثا في هذا الوقت، وأنا أحاول إدارته لالتقاط أوضح صوت ممكن، لتفادى التشويش عليه، وأنا أسمع عبارة مذيع إذاعة لندن وهو يقول: وصلت صباح اليوم القوات الإسرائيلية إلى الضفة الشرقية لقناة السويس!. كان عمرى في ذلك الوقت عشرين عاما، طالبا بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وأدركت كذب كل ماكنا نسمعه من إعلانات وأغان عن هزيمة إسرائيل.وفي مساء ذلك اليوم خرج الشعب في كل أنحاء مصر يقول حنحارب مشجعا عبد الناصر على النهوض من كبوته. وبدأت على الفور حرب الاستنزاف وإغراق المدمرة إيلات وضرب الزيتية ومعركة شدوان، وكنت مجندا بالقوات المسلحة بين 1969 و1970 . وعندما شن أبطالنا من الجنود والقادة العظام حرب 1973 مكبدين إسرائيل أكبر وأفدح خسائر في تاريخها كان عمرى ستة وعشرون عاما، لتعيد إلى جيلنا كله أحاسيس العزة والكرامة على أروع ماتكون وتزيل للأبد آثار الهزيمة البغيضة. وطوال الفترة بين 1973 و1982 تابعت من خلال دراستى وعضويتى بمركز الدراسات الإستراتيجية بالأهرام المفاوضات السياسية الشاقة بدءا من الكيلو 101 ثم اتفاقيات فك الاشتباك الأولى في يناير 1974 والثانية في سبتمبر 1975 ثم المبادرة العبقرية للرئيس الراحل أنور السادات بزيارة القدس في نوفمبر 1977، كان عمرى حينها ثلاثين عاما وأنا أتمزق غيظا! ولكن بعد معاهدة السلام في مارس 1979 وجلاء الاحتلال عن سيناء الحبيبة، أدركت عظمة الرجل. وفى مثل يوم أمس (25 إبريل) رفع العلم المصرى في مدينة رفح على حدود مصر الشرقية، الذى لم يشهده السادات، وكان عمرى حينها 35 عاما ...ألم أقل أن عمرنا –بل أزهى أيامنا- ارتبطت بسيناء؟ ..كل عام ومصر كلها بكل خير!

Osama [email protected]
لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب

رابط دائم: