رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

شهيد اسمه موشى

فى يومين متواليين تحل علينا مناسبتان جليلتان، فاليوم نحتفل بمقدم شهر رمضان المبارك، وغدًا نحتفل بذكرى تحرير سيناء، وهما مناسبتان مرتبطتان ببعضيهما، إذ كانت حرب العاشر من رمضان 1393هـ مقدمة لتحرير كامل تراب سيناء من دنس الاحتلال، وفى هذه الذكرى نتذكررجالاً تقاسموا المجد، وبذلوا فى صمت دماءهم وأرواحهم رخيصة فداء وطنهم ومواطنيهم، فهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فاستحقوا أن تخلد أسماؤهم وأرواحهم فى جنات النعيم.

وفى هذه السطور نقص حكاية أحدهم، فكل من شارك فى معركة العبور المجيدة يتذكر ذلك المشهد المهيب فى الساعات الأولى للمعركة، إذ ما كاد جنود مصر ينجحون فى اجتياز قناة السويس محطمين خط بارليف، حتى فوجئوا بثلة من رجال المخابرات ترافقهم قيادات عسكرية، تفتش فى وجوه قتلى العدو كأنها تبحث عن شخص ما، وفى البداية ظن الجنود أن هؤلاء يبحثون عن الرتب الصهيونية العالية، إلا أن المفاجأة ألجمتهم حين توقف الركب أمام جثة لعريف إسرائيلى يدعى موشى زكى رافى، وقام القادة فى مشهد محترم مهيب بحمل الجثة ولفها بعلم مصر، وأداء التحية العسكرية لها، وقراءة الفاتحة على روح صاحبها، الذى لم يكن سوى البطل المصرى الشهيد عمرو طلبة. وتعالت تكبيرات الجنود وهم يرون هذا المشهد الجليل، دون أن يعرفوا من هو هذا الشهيد الذى وقف قادتهم بخشوع أمام جثمانه، إلا أنهم أدركوا أن العريف الإسرائيلى لم يكن سوى شهيد زرعته المخابرات المصرية فى قلب الكيان الصهيونى كواحد من أبناء المجتمع اليهودى، بعد أن أحسنت تدريبه وتزوير هويته باتقان العبرية والإلمام بتعاليم اليهودية، مما أهله لأن يجند فى جيش العدو، وبطرق خاصة تمكن من ايجاد موقع مهم لنفسه على خط بارليف، أتاح له تزويد القوات المسلحة المصرية بمعلومات دقيقة عن تحصينات العدو، كانت تصل تباعًا الى المخابرات المصرية، وعندما حلت ساعة الصفر، أو لحظة عبور جنودنا الأبطال للشط الشرقى، حذرت المخابرات بطلنا وطلبت منه أن يكتفى بما قدمه من معلومات، ويغادر موقعه كيلا تصيبه إحدى قذائف القوات الجوية، إلا أن البطل رفض أن يغادر الموقع، إذ رأى فى وجوده بمكانه ما يفيد وطنه، حيث يمكنه توجيه طائرات مصر من خلال اللاسلكى إلى مخازن الذخيرة وعنابر الجنود الصهاينة، وكان طبيعيًا فى ذروة المعركة وضخامة القصف الجوى للطائرات المصرية أن يصاب بطلنا ويستشهد، وتصعد روحه باسمة إلى السماء. ويعود فضل تعريفنا بهذا الشهيد إلى رجل المخابرات ماهر عبدالحميد، الذى كتب قصة الشهيد عمرو أو العميل رقم 1001 وهو الرقم الكودى الذى عُرف به.


لمزيد من مقالات أسامة الألفى

رابط دائم: