رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تحية لأبطال العزل

يسطر الفريق الطبى بمستشفى أبو خليفة للعزل الصحى، ملحمة إنسانية وطبية راقية، ربما تدفع بالمستشفى الصغير، الواقع على أطراف مدينة الإسماعيلية، لأن يتحول- بعد انتهاء جائحة كورونا- إلى واحد من أكبر وأهم مستشفيات الطوارئ فى مصر.

وتعكس أرقام حالات التعافى، التى انتهى اليها المستشفى خلال الأسابيع الماضية، ملامح تلك الملحمة، التى حولته من مجرد مشفى صغير، لا تزيد سعته على مائة وثلاثين سريرا، إلى صرح طبى عظيم، يضاهى إن لم يتفوق ـ على غيره من المستشفيات الكبرى ذات السمعة العالمية، التى خاضت تلك التجربة الانسانية المريرة، وخرجت منها بخفى حنين. يستقبل مستشفى أبوخليفة للطوارئ يوميا، عشرات من حالات الاصابة بفيروس كورونا من محافظات الجوار، بعدما تم إدراجه ضمن أول عشر مستشفيات خصصت للعزل الطبى، وهي: مستشفى النجيلة بمرسى مطروح، وإسنا بالأقصر، والعجمى بالإسكندرية، ومستشفى تمى الأمديد بالدقهلية، ومستشفى الصداقة، وقفط فى قنا، وقها فى القليوبية، إلى جانب مستشفى 15 مايو ومستشفى العجوزة التخصصى بالقاهرة، وما يثير الإعجاب هو أن هذا المستشفى الذى بنى فى تسعينيات القرن الماضى، أُهمل لفترة طويلة، ونهبت مخصصاته أكثر من مرة، قبل أن يجرى تطويره منذ سنوات، وتخصيصه كمستشفى للطوارئ واستقبال الحوادث، لخدمة قطاع محور قناة السويس، بهدف تخفيف الضغط عن المستشفيات العامة فى الإقليم، بتكلفة إنشائية تجاوزت 273 مليون جنيه، وشمل التطوير الشامل أقسامه الثمانية، الى جانب غرفتين للعمليات الكبرى، وقسم خاص بالمعامل، يحتوى على ثلاثة معامل للكيمياء والهيماتولوجى والبكتريولوجى.حتى منتصف الأسبوع الماضى، سجل مستشفى أبو خليفة للعزل الصحى، خروج أكثر من مائة حالة، من مرضى جرى عزلهم بعد اصابتهم بالفيروس القاتل، بعد تعافيهم على نحو كامل، هو ما يلفت الانظار بشدة الى المستشفى وطاقمه الطبى، ومعظمهم- إن لم يكن جميعهم- من الشباب، الذين لا يفوتون فرصة، ليؤكدوا أن الوضع تحت السيطرة، لكنه يستدعى التزاما بالتعليمات والحظر، حتى يتم الخروج من الأزمة بأقل الخسائر.

يعمل الطاقم الطبى فى مستشفى أبوخليفة للعزل الصحى، بنظام المناوبات، وهو النظام المتبع فى جميع مستشفيات العزل فى مصر، حيث يقضى الطاقم الواحد بما يضمه من أطباء وهيئة تمريض- وربما عمال نظافة أيضا- مناوبة واحدة شهريا، تصل الى نحو أسبوعين، يحصل بعدهما على فترة راحة مماثلة، ولا تخرج الأطقم الطبية من المستشفى فى إجازات الراحة، إلا بعد الخضوع لتحليل شامل، للتأكد من سلامة الأطقم قبل العودة للبيوت، وهو إجراء طبيعى ربما يدفع ببعض الجهلاء من بنى جلدتنا، للتوقف عن التنمر بالطواقم الطبية فى مستشفيات العزل، فى بعض المناطق، وقد بلغ الأمر حد العبث، بمنع أطباء وأفراد فى هيئات التمريض، من دخول منازلهم، فى تصرف ينم عن جهالة كبرى، والعجيب أن كثيرا من هؤلاء الجهلة، هم من يتصدرون «التريند»، ويملأو الدنيا صراخا، على مواقع التواصل الاجتماعى، ويبثون الذعر فى نفوس الناس، بينما الحقيقة تقول بوضوح: إن مصر برغم ارتفاع أرقام الإصابة خلال الأيام الأخيرة، تعد من افضل الدول التى تعاملت مع ازمة فيروس كورونا، مقارنة بغيرها من دول المنطقة والعالم.وتقدم الطواقم الطبية فى مستشفيات العزل المصرية، نموذجا لما سوف يكون عليه العالم بعد انتهاء جائحة كورونا، حيث لا مكان فى الخارطة الجديدة، للمتكاسلين وأنصاف الموهوبين، والأغبياء والفشلة، وهى رسائل واضحة أطلقتها الأزمة وما خلفته وسوف تخلفه من تداعيات، ندعو الله فى تلك الأيام المباركة، أن ينجى مصر والأمتين العربية والاسلامية منها، إنه على كل شيء قدير.


لمزيد من مقالات أحمد أبوالمعاطي

رابط دائم: