لا سبيل أمامنا إلا ان نتأقلم مع كل التغييرات والإجراءات التى فرضتها علينا كما على العالم ظروف وباء كوروناً الفتاك طوال شهر رمضان الكريم.. فها هو أفضل شهور السنه يطل علينا بوجه مختلف فكل عام وانتم بخير وبصحة طيبة..لكنه يطل علينا بممارسات متغيرة عما تعودنا عليه طوال حياتنا،.ان شهر رمضان يأتى مصحوبا بضوابط صارمة وبقواعد مستجدة لمً نعهدها وضرورات لم تمر بنا من قبل وأولها ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية التى أقرتها الدولة لحماية أبناء الشعب المصرى فى مواجهة الفيروس المميت والمخيف. إنها إجراءات علينا ان نتقبلها كما هى بصدر رحب وبقلوب طيبة وراضية حتى يمكننا ان نتعاون جميعا فى منع انتشار الوباء وحماية أنفسنا واسرنا وبلدنا من تفشى هذا الوباء المميت..وتشير الإصابات به فى مصر إلى أنها مؤخرا تجاوزت الثلاثة آلاف مما يعكس ضرورة قصوى لاستمرار الإجراءات الاحترازية وضرورة البقاء فى البيوت والحرص على عدم الاختلاط..وقامت الدولة بدورها مبكرا بمواجهة الوباء إلا ان بعض الممارسات الفوضوية قد أدت الى عزل قرى ومناطق لظهور حالات كوروناً عديدة بها.. وفى شهر رمضان الذى يتميز بأنه شهر الروحانيات والعبادات والصلاة فى المساجد والصوم ولمة العائلات فى وقت الافطار والسحور ..فإننا لابد ان نتمم عباداتنا فى البيوت حيث تم إغلاق المساجد والزوايا، وقال وزير الأوقاف جملة بليغة: الساجد قبل المساجد..أى أن حماية الساجد أهم من فتح المساجد..وأتمنى الا يتحايل البعض على هذا بالتجمع للتراويح فى مواقع اخرى مما قد يسبب اضرارا بالغه بنشر العدوى ونحن فى غنى عنها . وشهر رمضان بالظروف الصعبة التى نمر بها فى اعتقادى هو أيضا أفضل الشهور لإخراج الزكاة وهى فريضة علينا وذلك للأسر الأكثر احتياجا وتوصيلها لمن نعرف أن ظروفهم المادية قد تأثرت بسبب فيروس كوروناً.. إن تغيير عاداتنا وتقاليدنا وأساليب حياتنا خلال الشهر الكريم لن يكون سهلا لكنه ضرورى وأساسى اذا كنا نريد أن ننتهى من هذه المحنة التى ضربت بعنف العالم بلا استئذان فقتلت الآلاف فى مختلف أنحاء العالم وأصابت ما يقرب من 3ملايين مريض فى مختلف انحاء العالم أيضا حتى الآن منذ شهر يناير الماضى ولم تستثن دولة لم يصب الوباء القاتل شعبها من مختلف الأعمار والفئات .. إننا شعب عريق معروف بالوسطية فى الإسلام فدعونا نمارس عباداتنا طوال الشهر الكريم فى بيوتنا دون تجمعات كبرى خارجها..ودعونا نستدعى كل القيم النبيلة التى بداخلنا مما يمكننا من التكاتف فى الأزمة الراهنة وأداء روحانيات الشهر المبارك بسماحة وايمان بالقدر ودعونا نحرص على التكافل الاجتماعى ومساعدة الأكثر احتياجا..
لمزيد من مقالات منى رجب رابط دائم: