رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مجرد رأى
دون شم النسيم

على طريقة الأب الذى يخاف على أبنائه ويتخذ إجراءات تبدو قاسية، كذلك فعلت الحكومة مع المواطنين عندما فرضت عليهم إجراءات مشددة تحرمهم مما تعودوا عليه يوم شم النسيم. فلأول مرة يأتى هذا اليوم بلا حدائق ولا فسح ولا مواصلات عامة ـ مترو وأتوبيسات وقطارات ـ ولا محال مفتوحة ولا حديقة حيوانات ولا تنقلات إلى أى شاطئ أو افتراش أرض حديقة، باختصار شديد لا مكان لشم النسيم غير البيت.

الإجراءات واضح أنها متشددة وغير مسبوقة لكن سببها تصرفات كثير من المواطنين فى الأيام الأخيرة وعدم اكتراثهم بالوباء المنتشر أو اتخاذ سبل الحماية من الإصابة بالفيروس بل على العكس عدم المبالاة والاستهتار البالغ. وإذا كان الله قد سلم حتى اليوم وجعل عدد المصابين بالفيروس فى مصر المائة مليون أقل من عدد المصابين فى قطر التى لا يزيد سكانها على عدد سكان ثلاثة أو أربعة شوارع فى القاهرة إلا أن ذلك ليس مضمونا إلى الأبد فهناك قرى انتشر فيها المرض وفرضت عليها السلطات الحجر الكامل: صفط تراب بمحافظة الغربية وقرية الهياتم مركز المحلة الكبرى والخوف أن نفاجأ يوما بهجمة شرسة فى المدن (معلومة: آخر الإحصائيات حتى الأحد لعدد المصابين بالفيروس فى مصر 3032 بينما فى قطر 5008 وفى إسرائيل 13362).

والواقع أن أزمة كورونا كشفت عن أن المجتمع فى مصر يضم فريقين متباعدين 180 درجة: فريق أقلية يضم عادة عددا من المثقفين والذين تهمهم صحتهم وهؤلاء يحرصون على الالتزام بتوجيهات الدولة والبقاء فى البيت كلما أمكن واتخاذ الإجراءات المعروفة من غسل الأيدى ووضع الكمامة وعدم الزيارات وغير ذلك، والفريق الآخر وهو الأغلبية يعيش بطريقة عادية جدا بل مبالغ فيها ولم أصدق عينى وأنا أشاهد صور تزاحمهم كما نقلتها عدسات بعض القنوات التليفزيونية. الحكومة معذورة فى إجراءاتها المتشددة وأظن أنها قصدت أن تلفت نظر الذين لايبالون وتحرمهم من شم النسيم حتى تفرض حمايتهم ومنعهم من الاستهتار الذى يحتمل أن يؤدى إلى كارثة!.

 

[email protected]
لمزيد من مقالات صلاح منتصر

رابط دائم: