لا أعتقد أن مسئولا فى مصر كان مستعدا لجائحة كورونا مثل الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، فمنذ اليوم الأول لتوليه منصبه وهو يتحدث عن ضرورة التوجه بقوة نحو استخدام الكمبيوتر اللوحى أو (التابلت) فى التعليم. ومع أننى أدرك جيدا أهمية استخدام التابلت إلا أن هذا لم يقلل عندى من أهمية انتظام الطلاب, كل الطلاب، من كل الفئات والطبقات، فى مدارس ملائمة بمدرسيها ومناهجها ومبانيها, فى أنحاء مصر كلها. غير أن كورونا أتت، لتقلب هذه الموازين رأسا على عقب، ويصبح الأصل هو تباعد الطلاب وليس تجمعهم، حتى إشعار آخر!. فى هذا المناخ الجديد لاشك أن كل جهد خاص أو أهلى يساعد فى أداء وتطوير العملية التعليمية هو جهد مشكور ومطلوب، سواء على المستوى القومى أو على اللامركزى فى المحافظات. وفى هذا السياق تلقيت رسالة من السيدة إيرينى يعقوب باعتبارها المدير التنفيذى لمؤسسة وادى للعلوم والبيئة فهمت منها أن تلك المؤسسة تقوم, منذ عام 1999 بتوفير مادة علمية تتوازى مع المناهج المصرية والدولية تستهدف المعلمين والطلاب معا. أى أنها, من حيث منهجها تتوافق تماما مع المشروعات البحثية التى بادر بها د. طارق شوقى أخيرا لتمكين الطلاب من استيعاب مناهجهم فى الظروف الحالية فى مواقعهم الخاصة، التى عادوا إليها تحت ضغط كورونا، ويكون وجودهم فى المنازل، وسط أسرهم سواء فى الحضر أو الريف أو السواحل أو الواحات، فرصة واقعية لربط العملية التعليمية بالبيئة المحيطة بهم،على نحو مباشر. ومن ناحية أخرى، يصبح التابلت أداة أساسية للتعلم بل استيعاب أنماط من المعارف والعلوم لا نهاية لها تقريبا!. إننى أتمنى أن تتاح الفرصة لممثلى مركز وادى للعلوم والبيئة أن يناقشوا تلك الأفكار المهمة مع د. طارق ومعاونيه، ولكن ما يشغل ذهنى هو: كيف يمكن الوصول بهذا التجديد التعليمى والمعرفى لأكبر عدد من التلاميذ فى كل أنحاء مصر، وليس اقتصاره على أقليات محدودة هنا أو هناك، هذا هو فى تقديرى السؤال الصعب!.
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: