الذى حدث فى منطقة الأميرية يوم الثلاثاء الماضى استمرار طبيعى للذى حدث مرارا من قبل طوال السنوات الأخيرة فى إطار الحرب التى تخوضها مصر ببسالة ضد الإرهاب وقوى الشر والكراهية التى تصورت أن انشغال مصر بالحرب ضد وباء فيروس كورونا يمثل فرصة للفلول والخلايا النائمة أن تجدد المحاولات اليائسة لإعادة عجلة الزمان إلى الوراء.
إن حادث الأميرية الذى شهد تصفية خلية إرهابية بأكملها قبل أن تكمل تجهيزاتها لتنفيذ مخطط إرهابى خلال احتفالات الإخوة المسيحيين بعيد القيامة المجيد الذى يتصادف مع احتفال عموم المصريين بأعياد الربيع ونحن على أبواب شهر رمضان المعظم لاينبغى أن ينظر إليه باعتباره حادثا عابرا وإنما هو جزء لا يتجزأ من أحداث عديدة تجرى من حولنا تختلط فيها المناورات السياسية مع المؤامرات الاستخبارية وليس بعيدا عنها تلك المعارك العنيفة التى أشعلها الأتراك رعاة الإرهاب فى ليبيا للتغطية على ما كان يراد له أن يحدث فى مصر فى هذا التوقيت بالذات.
وليس أدل على صحة ما أقول به من كل هذه الزوبعة الإعلامية التى ثارت على شاشات الفتنة والتحريض فى الأيام الماضية للتشكيك فى صحة الرواية الرسمية رغم أن العالم كله شهد وقائع المواجهة مع الإرهابيين من خلال بث مباشر على الهواء أسقط كل الذرائع التى كانت أبواق الدوحة واسطنبول تسوقها فى كل المواجهات السابقة ضد الخلايا الإرهابية... وهنا لابد من توجيه التحية لمن اتخذ قرار الموافقة على البث المباشر للمواجهة برغم المخاطر والمحاذير التى لا يمكن إغفالها فى المنظور الأمني.
وإذا كان الجهاز الأمنى فى الشرطة المصرية قد أثبت مجددا مدى دقة معلوماته ومدى قدرته على سرعة الحركة لإجهاض مثل هذه العمليات الإرهابية قبل وقوعها بروح عالية من العطاء والفداء والتضحية بلغت ذروتها فى استشهاد المقدم محمد فوزى الحوفى، فإن مصر كلها رئيسا وحكومة وشعبا اجتمعت كلمتها على إبداء عظيم التكريم وعظيم الاحترام للشرطة وشهدائها الأبرار وأصبح لابد من تسمية الأشياء بأسمائها فيقال عن البطل بأنه بطل ويقال عن الخونة وأنهم خونة وذيول وعملاء.. والأصوات التى ارتفعت إلى عنان السماء فى جنازة الشهيد الحوفى كانت هى صوت مصر وضميرها!
خير الكلام:
<< الكريم يضحى من أجلك والخسيس يضحى بك.
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: