رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

وفقا للاهرام..
شم النسيم .. «عيد الأمة»
ثورة 52 تفتح الحدائق الملكية أمام الشعب واحتفالات هادئة فى رمضان 89

دعاء جلال
جموع المصريين تحتشد أمام بوابة حديقة الحيوان في «شم النسيم» عام 1968 > تصوير ــ ف

 

« مجرد رأى» لمنتصر .. وإنجاز بيبرس فى شم النسيم

 

في السابع من أبريل عام 1980، خرج الكاتب الكبير صلاح منتصر على قراءه بالأهرام عبر عموده اليومي الشهير «مجرد رأي» ليحتفل معهم بحلول عيد شم النسيم، وقد كتب ما يلي تحت عنوان « بيض شم النسيم»:

« من الحسنات التي نذكرها للسلطان بيبرس أحد سلاطين المماليك أنه أصدر فرمانا بمنع إحدى العادات القديمة التي كان المصريون يهوون ممارستها في مثل هذا اليوم من كل عام في يوم شم النسيم. فمن الأساطير القديمة أن الطيور عندما أرادت أن تقدم هدية إلى الملك سليمان، في عيد الربيع، فأن هذه الطيور لم تجد لديها أغلى من بيضها تقدمه حبا وامتنانا لمن انفرد من بين البشر بمعرفته لغة الطيور والحيوانات. . ومن هذه الأسطورة القديمة، عرف المصريون عادة أن يجيء يوم شم النسيم فيلقون البيض في الشوارع.. يلقونه على كل من يكون ماشيا سواء كانوا يحبونه أو لا يحبونه. فإذا كانوا يحبونه القوه عليه ناضجا، أما إذا كانوا لا يحبونه ألقوه عليه نيا!


 

وفي بعض السنوات كما تحكي الحواديت، زاد المصريون من ممارسة هذه العادة التي كانوا يمارسونها على سبيل «الهزار»، وهو طبعا « هزار» سخيف، الأمر الذي أضطر السلطان بيبرس أن يصدر فرمانه بجلد كل من يمارس هذا «الهزار». ترى لو كان بيبرس لم يصدر فرمانه الذي أوقف هذه العاد، فهل كان من الممكن أن تستمر إلى يومنا هذا؟ أن نخرج إلى الشارع صباح شم النسيم فنفاجأ بعشرات النوافذ تفتح وعشرات الأيدي تنهال بالبيض على رؤوسنا، ورنات الضحك تكنس الشارع؟!


لا أظن أن ذلك كان يمكن أن يحدث. فزمان كان كوم البيض من 10 بيضات بقرش تعريفة.. كانت البيضة في حجم يمكن أن يختفي وراءه خمس أو ست بيضات من بيض هذه الأيام! وكانت ماهية «البيه الموظف» في الدرجة الثامنة الذي يتقاضى 8 جنيهات تجعله لو أمكن أن «يحول ماهيته إلى بيض»، فكان عليه أن يصل إلى بيته راكبا عربة لوري تنقل 16 ألف بيضة!! أما موظف هذه الأيام من درجة مدير عام وصاحب ماهية 100 جنيه فإن كل ماهيته ولو حولها إلى بيض لوضعها في سبت حمله تحت أبطه. أما موظف الدرجة الثامنة فلن يحتاج إلى أكثر من « قرطاس» يلف فيه كل مرتبه وعلاواته واعاناته بعد تحويلها إلى بيض.

ولأننا نعرف الأصول فمن الواجب عليما ونحن نحتفل بشم النسيم أن نترحم على السلطان بيبرس الذي حمى رؤوسنا من قذائف البيض، وأنقذ جيوبنا من عادة تخرب البيوت.

 

طالما أحدث قدوم «شم النسيم» في نفوس المصريين بهجة خاصة. وإن كانت الاحوال الحاضرة لا تسمح بممارسة أهل مصر طقوسهم المعتادة في استقبال الربيع، إلا أن تاريخهم شهد مرات سابقة، اتسمت فيه الاحتفالات بهدوء غير معهود، وحتى دعوة لتعليق الاحتفال تماما. وذلك لعدد من الأسباب أبرزها حلوله بالتزامن مع شهر رمضان .

ومن أقدم الأعداد التي وثقت فيها « الأهرام» احتفاء المصريين بشم النسيم، كان ما جاء في افتتاحية عدد 13 ابريل 1931، حول العيد كموحد للأمة المصرية، وذلك تحت عنوان «شم النسيم أو انبعاث الحياة من مكمنها». وورد فيه «لهو عيد الامة تعيده بالفرح والسرور والطرب والمرح، وتعيده بما اكتسبت هذه الكلمة – كلمة العيد – من الدلالة علي البهجة، ويعيد أبنائها كاحدي الروابط المتينة التي تربط اجزاء هذه الأمة واشطرها حتي تجعلها واحدة، فلا رباني ولا دهري ولا كبير ولا صغير، ولا شرقي ولا غربي، بل الجميع مصريون، وكذلك كان عيد شم النسيم في مصر». وتضيف الإفتتاحية «تستيقظ البلاد اليوم للاحتفال بعيد شم النسيم فقبل ان ترسل الشمس اشعتها علي هذا الوادي تهرع القري الي النهر للاستحمام والاغتسال ويبيت الكثيرون والبصل تحت فرشهم ومساند رؤوسهم ولا ينسون اكل الفسيخ فاكل الفسيخ يكاد يكون سنة عند الأكثرين .. وانشاد اناشيد هذا اليوم السعيد والعيد القومي الكبير».

وكانت «الأهرام» تشارك المصريين عطلة شم النسيم، فجاء في العدد الصادر بتاريخ 17 أبريل من عام 1944، تحت عنوان «الأهرام غدا» ، أن «ولهذه المناسبة تعطل الاعمال في مكاتب الاهرام ومطبعتها فلا تصدر غدا، ثم تعود الي الصدور صباح الاربعاء.ان شاء الله ». وفي مرحلة ما بعدثورة 1952، وتحديدا في العدد الصادر بتاريخ 5 أبريل 1953، فورد عنوان «حدائق القصور الملكية..فتحها للشعب يوم شم النسيم»، وورد فيه «تقرر فتح حدائق القصور الملكية لزيارة الشعب غدا طول النهار احتفالا بشم النسيم، ففي القاهرة تفتح حدائق قصر عابدين، وتقتصر الزيارة علي حديقة الموالح، واما ركن فاروق بحلوان فالدخول اليه من الباب الرئيسي، وفي الاسكندرية يزور اهلها والوافدون عليها حدائق قصر المنتزه من الباب الرئيسي علي الكورنيش (التشريفات) ماعدا الجزيرة، وحدائق قصر انشاص يدخلها من الباب الرئيسي، وتبدأ مواعيد الزيارة من الساعة السادسة صباحا حتي الساعة السادسة بعد الظهر، وممنوع منعا باتا الاكل داخل الحدائق ولا يسمح بدخوله مع الزوار، ممنوع منعا باتا الاقتراب من مباني القصور ويعمل ترتيب ذلك ويعمل (كردون) لعزل المباني عن الحدائق، ممنوع منعا باتا دخول العربات الي حدائق القصور».

وفيما يخص الطقوس الخاصة لمحافظة بورسعيد، فرصدت «الأهرام» في العدد الصادر بتاريخ 10 مايو 1983، وتحت عنوان «الكاريكاتير المجسم في بورسعيد»، وجاء فيه «كعادة أهالي بورسعيد كل عام يقوم سكان كل شارع بتصميم دمي يحمل اسم اللنبي نسبة الي اللورد ادموند هنري اللنبي المندوب السامي البريطاني في مصر، الذي قام بدوره الكريه في محاولة التصدي لثورة 1919.. وفي يوم شم النسيم القي الأهالي باللنبي في النيران، وبعد ان ساد السلام اتجه أهالي المدينة الي تصميم مجموعات منه تختلف مجموعة كل شارع عن مثيلها في الشارع المجاور في تنافس يتجسد فيما تمثله تلك المجموعات من نقد كاريكاتيري لمظاهر سيئة طرأت علي المجتمع المصري، وأمس عاشت بورسعيد في كرنفالات مضيئة وموسيقية علي أنغام السمسمية وعندما حان منتصف الليل بدأ سكان كل شارع في حرق دمية بعد زفة صاخبة،».

وفي عامي 1989 و 1990 كان الإحتفال مختلف، لتزامن شم النسيم مع رمضان حيث أنه جاء متزامنا مع شهر رمضان، فصدر عدد الأهرام بتاريخ 2 مايو من عام 1989، وبصفحته الأخيرة عنوان «في رمضان شم النسيم..هادئ..هادئ»، وورد تحته «تقاليد شم النسيم سمة مصرية تتكرر في كل عام، غير انها هذه السنة اختلفت قليلا بسبب الصيام، فقد خف الضغط علي الحدائق التي كانت تكتظ في مثل هذا اليوم بألاف الزوار، ورغم ان بعض الأسر خرجت تمارس تقاليدها السنوية تحت ضغط الشباب والأطفال الذين يريدون أن يحتفلوا بيوم شم النسيم في رمضان الصيام، رغم هذا كانت الصورة هادئة علي غير العادة، ليمر شم النسيم هادئا كالنسيم».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق