رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

نقيبة التمريض فى حوار لـ «الاهرام» :قطاع التمريض تعرض لظلم كثير..
والأزمة دفعت لتحقيق مطالبه العادلة

حوار ــ محمد القزاز
د. كوثر محمود - تصوير - بسام الزغبى

  • « الجيش الأبيض» على خط المواجهة مع « كورونا»
  • أطالب بمشاركة قطاع التمريض فى مؤتمرات الشباب.. وإدارة المستشفيات
  • الممرضات قدمن بطولات حقيقية فى علاج مصابى «كورونا» رغم المخاطر

 

نقص فى العدد، ونقص فى الإمكانات والماديات، تلك كانت معركة القطاع الطبي، وفى القلب منه التمريض الذى جاهد كثيرا من أجلها خلال الفترة الماضية، لكن الآن هناك معركة أكبر وجهاد أعظم، إنها المعركة الطبية، وإنقاذ المصابين بفيروس كورونا.

وفى هذه المعركة، قلة قليلة تنمرت عليه، وعاملته بوصم وتمييز، لكن الكثير من الزعماء والرؤساء وكل فئات المجتمع رفعت للتمريض قبعة الاحترام، وأعطته مكانته التى يستحقها.

ومن محاسن الصدف، أن تأتى أزمة كورونا فى 2020، لتوافق العام الذى خصصته منظمة الصحة العالمية باعتباره السنة الدولية لكادر التمريض والقبالة، الموافقة للذكرى المئوية الثانية لولادة السيدة «فلورنس نايتينجيل».

 

التمريض يمثل 95% من القطاع الصحى فى مصر، ونحو 220 ألفا فى مستشفيات القطاع الحكومي، قرروا دخول المعركة، تركوا أسرهم وأولادهم وتفرغوا للمعركة ومعالجة المصابين، السعادة تغمرهم حين يتم شفاء مصاب من كورونا، وحزن يؤلمهم حين يموت مصاب به.

حين تدخل نقابة التمريض، القابعة بجوار قلعة طب قصر العينى ومستشفياته، فإن أول ما تقع عليه عيناك، هو ذاك القسم الخاص بالمهنة، وبجواره رؤية النقابة ورسالتها، فتتجسد فى القسم كل معانى النبل والإخلاص فى العمل، والجد فى العلم وتطوير النفس، وحفظ كرامة المريض ورعايته، وبجوار القسم تأتى الرؤية الممثلة فى التعامل الواعى عن حقوق ومصالح التمريض، والسعى لينال مكانته العادلة فى المجتمع، أما الرسالة فكانت عن رفع مستوى العاملين بالمهنة والمحافظة على شرفها وآدابها وأخلاقها النبيلة.

فى نقابة التمريض كان لابد من أن تسمع صوت قائد الكتيبة، وأن تتعرف منه على معاناة المهنة ومطالبها، وعن أزماتها وفرصها فى ظل أزمة كورونا، فكان الحوار مع الدكتورة كوثر محمود نقيبة عام التمريض المصرى، ورئيسة الإدارة المركزية للتمريض بوزارة الصحة ..، وإلى تفاصيل الحوار.

كيف يتعامل قطاع التمريض مع أزمة كورونا؟

يوجد ما يقرب من 300 ألف ممرض وممرضة على مستوى الجمهورية، منهم حوالى 220 ألفا فى القطاع الحكومى، والباقى ما بين قطاع خاص وعمل فى الخارج ومعاشات، وتوجد 27 مستشفىحجر صحى وعزل على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى مستشفيات الحميات والصدر، وبفضل الله تم إطلاق الجيش الأبيض على القطاع الصحي، لأنه الأكثر تواجدا والأكثر عددا فى مواجهة جائحة كورونا، وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن 59٪ من القطاع الصحى هو من قطاع التمريض، ويشاء المولى أن يأتى عام التمريض فى العالم هذا العام، لينصف هذا القطاع الذى ظٌلم كثيرا، والاهتمام الذى نراه الآن بالجيش الأبيض، كنا نتمناه منذ سنوات عديدة، وكنا دائما نتواصل مع كل الجهات الحكومية والبرلمانية من أجل تحسين هذا القطاع ماديا وأدبيا، والآن بعد اهتمام القيادة السياسية ممثلة فى الرئيس السيسى نأمل استمرار هذا الاهتمام واستثماره.

فى ظل أزمة كورونا، وجدنا تقديرا للجيش الأبيض، وفى الوقت نفسه وجدنا تنمرا من البعض، فكيف تعاملتِ مع الجوانب السلبية فيما يتعلق بالقطاع؟

للأسف بعد حالة التقدير الكبيرة من فئات عديدة ورؤساء كثيرين فى دول العالم، لم أتوقع أن يحدث هذا السلوك من البعض، وأن يتم رفض دفن إحدى الطبيبات، فكان من المفترض دعمها لا النفور منها، وهو ما رأيناه بوجهه الإيجابى فى المنوفية حين تم استقبال أحد الممرضين فيها بالترحيب والتقدير .

مع أزمة « كورونا» يشهد العالم كله عجزا بخصوص أعداد التمريض، فهل هناك عجز فى أعداد التمريض فى مصر؟

على الورق ليس لدينا عجز، خاصة إذا لم يحدث تسرب أو هجرة داخلية وخارجية، والتزم العدد السابق ذكره بالعمل، ونستطيع أن نحافظ عليه فى حالة توفير بيئة العمل المناسبة وتقديره ماليا وأدبيا، أما إذا تم الاستمرار فى تجاهل مطالب القطاع، والنظر إليها على أنها مطالب فئوية، فإن القطاع سوف يتسرب منه الكثير، ويتجه إلى القطاع الخاص أوالسفر خارج مصر، وحينئذ سوف نشعر بالعجز الحقيقى، ولن نستطيع تعويضه.

وما هى هذه المطالب؟

هناك مطالب أدبية ومعنوية، ومطالب مالية، فالمطالب الأدبية تتمثل فى وجود من يمثل هذا القطاع فى مؤتمرات ومنتديات الشباب الرئاسية، والاستماع إليه فيما يعرضه من مشكلات ومقترحات، فلدينا فى القطاع من حصل على درجات ماجستير ودكتوراة فى الإدارة، ولابد من إتاحة الفرصة له لإدارة المستشفيات مادام كان مؤهلا وكفئا لذلك، ففى السودان والأردن تولى التمريض وزارة الصحة، ومن المطالب الأدبية أيضا صورة التمريض فى الدراما، وهى أكثر ما تؤذى القطاع نفسيا ومعنويا، فلا اعتراض على إبراز نماذج مسيئة، لكن لا يصح أن يكون كل ما يعرض فى الدراما والسينما، هو تصوير التمريض فى هذه الصورة التى لا تليق .

أما المطالب المالية، فبالطبع الشكر للرئيس السيسى على ما قدمه للقطاع الصحى بوجه عام، وكانت مفاجأة لنا جميعا، فالمنظومة المالية تعانى خللا كبيرا، فضلا عن بدل العدوى وهو قليل جدا، فإن «نوباتجية» الممرض لا تتعدى عشرين جنيها، فى حين أنها تصل فى بعض المستشفيات الخاصة من 350 جنيها إلى 500 جنيه، حيث يؤثر هذا التفاوت الكبير على الناحية النفسية والمعنوية للعاملين بالقطاع، ويكون سببا فى تسربهم من القطاع الحكومي، ومن المطالب كذلك تحسين بدل العدوى، وأيضا صندوق المخاطر الذى أمر به الرئيس، لابد من النظر فيه حين وضع القانون واللائحة التنفيذية، وأن تُمثل فيه كل النقابات المعنية، حتى نستطيع وضع الفئات التى لها حق الاستفادة من هذا الصندوق، فتحسين أحوال القطاع يجعلنا نستفيد منه دائما ولا نجد المشكلات التى نراها فى العالم الآن جراء جائحة كورونا.

صراحة هل ينقل لكِ قطاع التمريض مخاوف وقلقا من المحيطين بهم وقت عودتهم إلى منازلهم؟

دعك من ذلك فهو وارد وموجود، لكن سوف أحدثك عن قصص إيجابية لأبطال من الممرضين والممرضات، فى مستشفى الحميات، كانت هناك ممرضة حاملا فى شهرين، أصيبت بالفيروس، وبعد تعافيها أصرت على مواصلة العمل مع مرضى كورونا، الأمر نفسه فى دمياط.

هل تسلل الى مهنة التمريض دخلاء خلال الفترة الماضية؟

للأسف حدث ذلك، ونحن نتصدى بكل قوة للكيانات الوهمية، خاصة المراكز التى تسمى نفسها مراكز تعليم التمريض، وإعطاء شهادات بذلك، علما بأن فى مصر ثلاثة معاهد فنية خاصة معتمدة من وزارة التعليم العالي والتطوع مرفوض تماما، فلا يصح أن أفتح باب التطوع لمن ليس لديه خبرة فى المجال، فبدلا من تصحيح الوضع ترتكب كوارث، ومن باب أولى إعادة المنقطعين والمستقيلين وهنا تتوقف معاناة العجز فى القطاع.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق