أعداء الإنسانية والضربة الاستباقية

في الوقت الذي تكثف فيه مؤسسات الدولة جهودها لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد،الذي وصف بأنه عدو الإنسانية وتتضافر فيه جهود العالم للحد من هذا الوباء لم تتعظ ثلة من المجرمين الذين أعمي الحقد أبصارهم وبصائرهم، لتتواصل شرورهم وخططهم لتهديد أمن الوطن وسلامة أبنائه، مؤكدين ان الإرهاب عدو آخر للإنسانية، ولكن ستبقي لهم أجهزة الشرطة بالمرصاد .

فقد أحبطت وزارة الداخلية في ضربة استباقية عملية إرهابية ضخمة خطط لها تكفيريون، لتنفيذها خلال احتفالات أعياد الأخوة الأقباط ، إلا أن تحرك ضباط الأمن الوطني السريع أسهم في وأد العملية الإرهابية، حيث تم رصد عناصر خلية مسلحة كانت تستعد لتنفيذ مخططاتها، وتم التعامل معها خلال دهم وكر لهم بمنطقة الأميرية بالقاهرة، مما أسفر عن تصفية جميع عناصر هذه الخلية ، واستشهاد المقدم محمد الحوفي بقطاع الأمن الوطني، وإصابة ضابط آخر وفردين من قوات الشرطة. لتتواصل تضحيات أبناء الشرطة من أجل حماية الوطن وفداء لعزته ومجده.

وقد اصطفت جموع الشعب المصري بمختلف فئاته خلف جيشه و شرطته وقيادته السياسية، مؤكدين تضامنهم ودعمهم الكامل لمؤسسات الدولة وقوات الأمن والجيش لمواجهة  الإرهاب، ودفاعهم عن الوطن حفاظا علي وحدته وسلامة أراضيه. 

إن إحباط هذه العملية يعكس يقظة أبطال الشرطة في التصدي للتنظيمات الإرهابية ومخططاتها الشيطانية لنشر الخراب والدمار في كل مكان، ويؤكد أن الشعب وحكومته وقيادته عاقدوا العزم علي الاستمرار في مسيرة التنمية لمصرنا العزيزة ودحر فلول الإرهاب الخسيس.

رحم الله شهيد الوطن المقدم محمد الحوفي، الذي سيظل قدوة للأجيال المقبلة، وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان، و نسأله تعالي الشفاء العاجل لزملائه الأبطال المصابين.

إن مثل هذه العمليات الإجرامية لن تزيد الشعب وجميع مؤسسات الدولة إلا قوة وصلابة وعزما وإصرارا على اجتثاث جذور الإرهاب، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن والنيل من استقراره.