كلمة عابرة
فشل 9 رؤساء أمريكيين!

فشل 9 رؤساء أمريكيين متعاقبين فى زحزحة إدجار هووفر عن مقعده مديراً لمكتب التحقيقات الفيدرالى (إف بى آى)، فظل يمارس سلطته المطلقة لمدة 48 عاماً منذ 1924 وحتى 1972، حيث انتهك مبادئ وقوانين حماية الحريات الشخصية للأمريكيين، وحقوقهم فى الرأى والتعبير والنشر..إلخ، وكان يُسجِّل المكالمات التليفونية لضحاياه دون مسوِّغ قانونى، معتمداً على تكليفات مكتوبة من بعض الرؤساء الذين اقتنعوا بأنهم يستفيدون شخصياً من تجاوزاته لأنها تكبل منافسيهم السياسيين ومنتقديهم الإعلاميين، أو من أجبرهم أو ورّطهم فى موافقات مكتوبة! فصار له غطاءً شكلى يقيه من مساءلات الإدارة والقضاء، لينطلق فيما سمَّاه مواجهة خطرالشيوعية، والتصدى لعملاء الاتحاد السوفيتى أو كوبا! وقد استفاد الكبار من جسارته على تحطيم خصومهم، وكذلك قدراته فى طمس الأدلة التى تدينهم!

لم يتردد فى اللجوء لأخسّ الطرق فى النيل ممن يترصدهم، حتى بالتزوير والتلفيق، فإذا خرج الهدف المطلوب تحطيمه مع زميلته فى العمل لشرب القهوة فى مكان عام، شن عليه حملات تستخدم صور لقائه بأنه زير نساء وأن هذه مجرد عينة! وإذا لم تكن هناك امرأة وكان الرجل فى صحبة أحد زملائه، ادعت الحملة أنه مثلى! وصار من الصعب حصر أعداد ضحاياه، وبعضهم تدمرت حياته تماماً، حتى بعض معاونيه الذين أبدوا أحياناً بعض الاختلاف معه! ولم يدرى أنه يحفظ ملفات بفضائح الكبار، بل كان يذهب إلى أى رئيس ممن توالوا عليه، إذا بلغه أن هناك نية فى التخلص منه، وكان يبتزه بأن لديه ضده كذا وكذا، فيرتعد كل رئيس ويتراجع، ويتركه يرتع على رأس الـ إف بى آى! وعندما مات من أزمة قلبية مفاجئة كان الهمّ الأكبر للكبار أن يتوصلوا إلى مخابئ الملفات الخاصة بهم ليعدموها ويخفوا فضائحهم، وهو ما توافق مع مصلحة معاونيه حتى لا يساءَلوا عن دورهم فى هذه الجرائم، وهكذا تعاملت مع الأدلة ماكينات فرم الورق. وفى حين لا يجد راغبو محاكمة عهد هووفر ترحيباً رسمياً، فقد ظهر عدد من الأفلام خلال السنوات الماضية يفتح ملفاته بشجاعة!