النموذج الأمثل

منذ أكثر من مائة وخمسين عاما جاء إلى مصر عاشق من عشاقها يهوى أرضها وترابها، وقرر أن يبنى مدينة على صحرائها سماها ضاحية مصر الجديدة، وكانت قواعده فى البناء غاية فى الحضارة والرقى من ارتفاعات أربعة طوابق، وترك أربعة أمتار فى الجوانب الثلاثة لكل عمارة دون الشارع ، وبنظام مربعات، وشوارع رئيسية كان يسير فيها مترو مصر الجديدة مع شوارع فرعية، وجملها بالأشجار والميادين حتى أصبحت من أرقى أحياء القاهرة، فهى حى سكنى اجتماعى ثقافى رياضى. وبه أكثر من ستة نواد ، ونظام تعليمى متكامل يضم جميع أنواع المدارس التعليمية فى اللغات والنوعيات المختلفة من عام وتجارى وفنى، وبها جميع أنواع المحال والورش ، وللأسف فوجئنا فى الفترة الأخيرة بإيقاف سير المترو ورفع قضبانه وإلغاء شبكة الكهرباء الخاصة بتشغيله بحجة توسعة الشوارع كأنها طريق طوالى بين المحافظات حيث ثلاث أو أربع حارات فى كل اتجاه من الطريق الواحد حسب اتساعه، وأخيرا تم إنشاء أكثر من ستة كبارى علوية ، فى منطقة سكنية أساسا ولا تحتاج إلى كل هذه الكبارى، التى أدت إلى تضييق المكان، كما أن مطالعها ومنازلها أدت إلى زحام شديد فى حركة مرور السيارات مما تسبب فى شلل الحركة المرورية وكل هذا أيضا على حساب حركة المشاة من تلاميذ وموظفين وغيرهم، فلم يعد أحد يستطيع عبور الشارع المتسع بسبب سرعة السيارات النازلة من الكبارى العلوية أو الصاعدة إليها.

لذلك نرفع صوتنا نحن سكان مصر الجديدة بإعادة النظر فى تنظيم حركة المرور ووضع إشارات للسيارات والمشاة وإعادة تشجير المناطق التى قطعت الأشجار القديمة منها، وإنارة هذه الشوارع بالكهرباء ليلا ووضع لافتات إرشادية للسيارات والمشاة لتظل مصر الجديدة النموذج الامثل للمشروعات التنموية والعمرانية التى يجرى إنشاؤها الآن فى جميع أنحاء مصر

د. مصطفى عطية

نائب أمين عام مجلس الشورى سابقا