رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عملية متشابكة

بريد;

عندما اتخذت الدولة قرارها بحظر التجوال وإلزام الناس بالبقاء فى منازلهم كإجراء احترازى للحيلولة دون الانتشار المتسارع لفيروس (كورونا) اعتبر كثيرون من الناس أن ذلك يُعتبر بمنزلة كبتٍ لحرياتهم وقد أصبحوا تحت نير الإقامة الجبرية فأصابهم غم وضجر بما يكشف عن وجود خلل فى مفهوم الحرية لديهم، إذ وقر فى عقولهم أن الحرية تعنى العتق والتحرر من كل القيود وفعل كل ما يحلو للإنسان دون التزام بقاعدة أو قانون فى مُجافات ظالمة للمعنى الموضوعى للحرية، والذى لا يتعارض مع القيود بل ينبثق عنها من خلال الالتزامات والمسئوليات التى يجب أن يضطلع بها الإنسان من أجل المصلحة العامة، ولم تكن أبداً إطلاق العنان للأهواء والغرائز يذهب بصحبتها الإنسان أينما تولى به، فحظه من الحرية يزداد كلما زاد وعيه بالضرورات والالتزامات وارتباطه بمجتمعه وإدراكه مسئوليته نحوه.

إنها فعلٌ وتفاعل وبذلٌ وعطاء، فهى عملية متشابكة فى إطار لا يعترى الإنسان منها كللٌ ولا ملل، ولذلك علينا تفهم المغزى الصحيح لهذه الإجراءات بكونها محاولة لإخماد نيران (كورونا) الحامية بألسنتها الطويلة المستعرة، وعندما نحث الناس على المرابطة فى منازلهم ومنع الاحتشاد البشرى لأنه بيئة خصبة لنقل العدوى إلى المحيطين بهم، يصب ذلك فى صميم المعنى اللائق للحرية وليس خَصْماً من فحواها، فمفهوم الحرية تتغير دلالته باختلاف الظروف والأحوال، وبالتالى فإن هذا الإجراء أصبح ضرورة لا مفر منها ويأتى فى سياق المسئولية عن المصير الإنساني، ويُذكرنا ذلك بقول الشاعر:

إن لم تكن إلا الأسنة مركبا

فما حيلة المضطر إلا ركوبها

عبد الحى الحلاوى

 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق