رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
ويحسبون أنهم بشر!

الوقائع على الأرض كانت تقول العكس، لكن كثيرين تجاهلوها وواصلوا أحلام اليقظة آملين أن يكون الوباء، الذى لايفرق بين غنى أو فقير أو أبيض أو أسود، فرصة لإظهار الجانب الطيب والخيّر فى البشر. للأسف لم يحدث ذلك كثيرا، وباستثناءات قليلة، بدا بعض البشر أكثر قسوة، ربما من الفيروس نفسه.

الإنسان هو الحيوان الأكثر قسوة. يخلص الفيلسوف الألمانى نيتشه( 1844 ــ 1900) ويوافقه الروائى الروسى الأشهر دستوفيسكي( 1821 ــ 1881) قائلا: يتحدث الناس أحيانا عن وحشية الإنسان. هذا غير عادل بشكل مروع للوحوش. لا يمكن لحيوان أن يكون قاسيا كالبشر.

رفض العشرات من أهالى قرية بالدقهلية دفن طبيبة، أصيبت بالفيروس بمقابر القرية، ليس سوى التجسيد الأكبر للقسوة. منذ بدء الخليقة، تعلم الإنسان كيف يوارى سوءة أخيه.

(فبعث الله غرابا يبحث فى الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه قال ياويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخي، فأصبح من النادمين).الآية 31 من سورة المائدة. يتصرف كثيرون بمنطق أنا ومن بعدى الطوفان. يعتقدون أنهم يدافعون عن حياتهم، لكنهم حقيقة يدافعون عن جهلهم وضعفهم وقلة حيلتهم، فلولا جهود الفقيدة وآلاف مثلها، لطالهم الخطر، ولكنا نودع المئات يوميا، لاقدر الله.

القسوة الآن تلف العالم، يقوم بها أفراد وحكومات.. أليس السطو على مساعدات مخصصة لدول أخرى جريمة؟، أليس إغلاق الحدود ومعاملة المهاجرين والعامين الأجانب باعتبارهم بشرا درجة ثالثة، وحشية؟،أليس التنمر بكبار السن وإيذاء مشاعرهم منتهى اللاإنسانية؟.

هل المضايقة والسخرية من الطواقم الطبية أو البشر العاديين لمجرد أنهم يأخذون احتياطاتهم، مروءة أم استظراف أم قسوة؟. قبل أيام غردت ممرضة بريطانية: بينما كنت أشترى من متجر، رفعت سيدة صوتها قائلة: ألا يدرك من يرتدون الكمامات أنها لا فائدة منها. كانت تقصدني، فرددت: سيدتى أنا ممرضة أتعامل مع مصابين وأرتدى الكمامة لحمايتك.. هل تريدين أن أخلعها.. ابتعدت السيدة هاربة.

المأساة الأكبر، كما يقول القس الأمريكى مارتن لوثر كينج، أننا نواجه قسوة البعض بالصمت، فيواصلون قسوتهم ووحشيتهم وتربحهم، ثم يحسبون أنهم بشر.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبد السلام

رابط دائم: