رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

المخاطر الصحية للمطهرات

تحقيق ــ د. نعمة الله عبدالرحمن
المخاطر الصحية للمطهرات - غسل الأيدى - تصوير: أمير عبدالظاهر

مع تفشى فيروس كورونا ازداد الاهتمام باستخدام المطهرات وتزايدت التحذيرات من مخاطرها ومع التوعية والتشدد فى تطبيق الاجراءات الاحترازية ازداد الإقبال على شراء مطهرات الأيدى والأسطح والأرضيات مثل الكلور والكحول وغيرهما، وبالرغم من أن حملات التوعية فى وسائل الإعلام نبهت إلى ضرورة الاستخدام الآمن لهذه المطهرات والمنظفات بنسب محددة وبطرق معينة لكن البعض استخدمها بإسراف أو بخلط بعضها للحصول على نتائج أسرع للتخلص من الفيروسات، لكن ذلك أدى إلى مشاكل صحية كبيرة.

الخبراء والمتخصصون اعتبروا أن المطهرات المستخدمة سواء للنظافة الشخصية أو نظافة وتعقيم الأماكن ومحتوياتها إحدى أهم الطرق الاحترازية الواجب اتباعها لمواجهة ووقف تفشى مرض كورونا، لكنهم حذروا من الاستخدام العشوائى والمفرط والخلط بين بعض المطهرات والمحاليل لأنه قد يتسبب فى أضرار أشد على الصحة العامة فى الوقت الراهن والتى قد تتطور ليكون لها تبعات على ما بعد القضاء على كورونا.

حول الاستخدام الصحيح للمطهرات والمنظفات فى هذه المرحلة تقول الدكتورة رنا المالكى الطبيبة بهيئة الرقابة النووية والإشعاعية: لا شك أن إجراءات الوقاية التى وصفتها منظمة الصحة العالمية لمجابهة تداعيات جائحة كورونا فى المرحلة الحالية تمثل أعلى درجات الخطورة فى انتشاره وقوته على مستوى العالم، لذلك تم وضع إجراءات ملزمة لكافة الدول، على حين أن الوباء يعنى انتشار مرض معين بصورة قوية فى منطقة جغرافية محددة، وتتولى منظمة الصحة العالمية مهمة المراقبة والتوجيه، وبالنسبة للأمراض المتوطنة فهى التى تكون خاصة بدولة معينة وعليها محاربة المرض، ويكون دور المنظمة المساعدة والمشورة فقط.

ويحذر الدكتور محمود محمد عمرو رئيس لجنة السميات بأكاديمية البحث العلمى ومؤسس المركز القومى للسموم عن أن مشكلة التلوث البيئى بالمطهرات سببها الإسراف فى الاستخدام المفرط للكلور فى كل الأماكن، حيث قد يذهب للصرف الصحى وعند إعادة تدوير المياه يكون ضمن مكوناتها الكلور وهو مادة زيادتها عن المعدل الطبيعى تؤثر على الكبد، لذلك فهو يمثل خطورة عالية إذا تم رشه فى حجرات مغلقة، لانه مادة غازية نشطة تسبب أزمات صدرية، ويساعد فى تهيج الشعب الهوائية، لذلك لابد من محاربة الفيروس بنوع من التوازن والترشيد.

وتؤكد الدكتورة جيهان العسال استاذ الأمراض الصدرية بكلية الطب جامعة عين شمس أن الكلور من المواد التى تؤثر على الصدر إذا استخدم بشكل سيئ، ويكتفى بغسيل اليدين بالصابون ونحن فى المنزل، ورش الكحول على اليد خارج المنزل والكلور للأسطح فقط لانه يؤثر على مرضى الحساسية والربو.

ولتقليل خطورة الكلور وكيفية استخدامه بشكل صحى وسليم توضح الدكتورة هبة يوسف رئيس قسم الطب الشرعى والسموم الإكلينيكية بكلية الطب جامعة بورسعيد بأنه لا يجب رش الكلور بل يتم التطهير بالمسح على الأسطح والأرضيات، ثم يتم تجفيفه بقطعة قماش لمنع تطايره واستنشاقه، وكذلك عدم إضافته إلى مساحيق غسل الملابس واستخدامه كمطهر لأنه يكون مادة سامة وهى الكلورامين، وأيضا عدم إضافته إلى الكحول لأنه ينتج عنه مادة الكلوروفورم السامة، محذرة من إضافة ماء الأكسجين إلى الخل حيث يتكون حمض البيراسيتيك السام، فالبديل الأفضل لذلك كله هو غسل الأيدى بالماء والصابون، وتنصح بعدم استخدام الديتول لأنه مادة مضادة للجراثيم وليس له علاقة بقتل الفيروسات، وتضيف أنه لحماية عمال النظافة لابد من التخلص من الكمامات ومناديل مسح الأسطح بالكلور بوضعها فى أكياس بلاستيك مغلقة.

وتحذر الدكتورة هبة احمد عبدالقادر مدرس الأمراض الجلدية بكلية الطب جامعة القاهرة من كثرة غسل الأيدى بالمطهرات خاصة الكلور والديتول لما يسببانه من أضرار فى إزالة الطبقة الدهنية للجلد والتى بدورها تحميه من الميكروبات والفيروسات الجلدية وتسبب حساسية للجلد خاصة للأطفال لأنهم أكثر عرضة لهذه المشاكل لأن طبقات الجلد لديهم حساسة، لذلك يجب غسل الأيدى بدون إفراط مع استخدام المرطبات الجلدية خاصة للأشخاص الذين لديهم فطريات جلدية.

وعن نسب تركيز الكلور المستخدم فى التطهير يشدد الدكتور ياسر حسن رئيس قسم تلوث الهواء بالمركز القومى للبحوث على أن تكون نسبة التركيز من 1% إلى 10% ويستخدم لتطهير الأسطح فقط خاصة التى يوضع عليها الطعام، وأيضا يجب أن يكون تركيز الكحول المستخدم 70% ويكون ايثيلى لأنه مطهر، وليس ميثايل لأنه سام ويمثل خطورة على الكبد ويسبب فقد البصر، كما يضيف ياسر حسن أن عمليات تطهير ورش الأماكن السياحية لا يسبب أى تأثيرات ضارة على الآثار.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق