خلال تفقده أحد المشروعات الإنشائية بشرق القاهرة أمس الأول فوجئ الرئيس السيسى بعمال المشروع غير مرتدين الأقنعة الواقية من وباء كورونا خلال عملهم باليومية لكسب رزقهم .وهنا انفعل الرئيس ــ على غير عادته ــ متسائلاً عن رب هذه العمالة لمساءلته عن عدم تنفيذ الإجراءات الواقية لحماية هؤلاء العمال الذين نزلوا لتحريك عجلة الإنتاج . أن انفعال الرئيس هنا يحمل أكثر من دلالة
أولها : متابعة ما وجه به رجال الأعمال من قبل بضرورة حماية العمال فى أثناء نزولهم للعمل بتوفير المستلزمات الصحية الواجبة لحمايتهم من الإصابة .والدلالة الثانية : عكست انحيازه الواضح للبسطاء من هذا الشعب وفى القلب منهم هؤلاء الأرزقية الذين سبق و طالب لهم بإصدار بوليصة تأمين لحمايتهم من المخاطر منذ عامين .اما الدلالة الثالثة : فقد تجسدت فى حرصه على مفاجأة مواقع الإنتاج رغم إجراءات الحظر والظروف الصعبة للبلاد لمتابعة سير العمل بمرافق الدولة حتى يتأكد من مسار الانجاز على الطبيعة دون إعداد مسبق للزيارة فيقف على ما يجرى بكل صراحة ووضوح .والرابعة : وضحت فى لهجته الحادة باستدعاء المسئول عن هذه العمالة لتوجيهه بضرورة رعايتهم صحيا خشية أن يصابوا فيعزلوا فى منازلهم دون أن يجدوا من ينفق على أسرهم .وجاءت الدلالة الخامسة : رسالة واضحة لمواقع العمل الأخرى لكى تلتزم بإجراءات الحماية و توفير الرعاية للفئات العاملة تحقيقاً لشعار المرحلة يد تعمل ويد تكافح الوباء . وتأتى السادسة : ــ وقد تكون الأهم ــ بالتأكيد على ما أعلنه منذ بداية جائحة كورونا بأن صحة المواطن هى الأهم رغم أى خسائر مادية أو اقتصادية. حدث كل ذلك فى انفعال تلقائى لدقائق معدودة، أظهرت قلقه على هؤلاء البسطاء، وكشفت للجميع من ناحية أخرى أنه السيسى الإنسان قبل أن يكون القائد والرئيس وذلك سر انفعاله . [email protected]
لمزيد من مقالات عبدالعظيم الباسل رابط دائم: