رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

يوما ما ستعود الحياة رغم أنف كورونا!

مصدر الازعاج فى فيروس كورونا أنه اقتحم حياتنا دون سابق انذار ، غير أن الانصاف يدعونا الى تأكيد أنه فيروس عادل ، لافرق عنده بين كبير وصغير ولابين غنى وفقير ، وتساوت امامه الدول فلاعالم اول و لا ثالث ، الكل امام الفيروس سواء ، ومن عجب أنه بدأ مع من يسمون انفسهم عالما اول ممن يمتلكون المال والعلم وترسانات الاسلحة بكل انواعها وفى مقدمتها البيولوجية والاشعاعية والكيماوية ، التى منحتهم القوة وفرضتهم أوصياء على البشرية، حتى إنهم ظنوا انهم قادرون على الدنيا كما جاء فى القرآن الكريم ،(حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون) فهل فكرنا فى الامر وهل رأينا حالة العجز التى اصابت الكبار فوقفواعاجزين أمامه ، لم تنفعهم قوتهم ولا مالهم ولا حق الفيتو الذى يمتلكونه دون غيرهم ويهدرون به الحقوق ويميلون به تجاه طرف على حساب حق الطرف الآخر ولنا فى القضية الفلسطينية التى شهدت تعنت الفيتو الامريكى. والغريب أن ما يتفاخرون به امام العالم من امتلاكهم الجهابذة من العلماء الذين مكنوهم من السيطرة على العالم وعد انفاس البشر بفعل الأقمار الاصطناعية، عجز هؤلاء العلماء عن مواجهته، وهاهى حاملة الطائرات الامريكية روزفلت تستغيث بعد اصابة 100 من طاقم بحارتها بالفيروس، وتحول العالم كله الى سكون ينتظر الموت المحدق من كل اتجاه، فهاهى حركة العالم توقفت لاسفر ولا تجارة ولا اجتماعات ومعها انطفأت الانوار فى المسارح والسينمات والملاعب، واغلقت دور العبادة ابوابها، وادرك الجميع أن لا ملجأ من الله الا اليه، فكانت الصورة التى رصدها العالم فى احد ميادين ايطاليا عندما سجد الجميع بمختلف عقائدهم لله الواحد القهار القادر على كشف البلاء وازاحة الغمة، ومن عدل الفيروس أنه غير مفاهيم كثيرة عن المهن التى لايراها المتكبرون، فتصدر عمال النظافة وعمال السباكة والصرف الصحى المشهد ومعهم قوات الجيش الابيض من الاطباء والممرضين والمسعفين، وبات علينا الا ننسى الدور المهم لهذه الفئة فى مجتمعاتنا، علينا الا نقيم الناس حسب مالهم او مكانتهم المجتمعية او مساكنهم ونوع سيارتهم، فكل هذه الامور لم تفد اصحابها فى شيء ، وعلينا الان أن نعيد شحن بطارية الايمان فى ذواتنا، علينا أن نتخذ من حالة التكاتف والتعاضد التى شهدها المجتمع فى الشهر الاخير ، ومبادرة العديد من الخيرين بالتكفل بمن فقدوا اعمالهم او مصادر دخلهم، ونضيف اليهم اصحاب المعاشات البسيطة ، وأن تستمر هذه الحالة بعد زوال الغمة، خصوصا أن الشهر الفضيل رمضان المبارك أظلتنا أيامه وهى كلها بركة وخير، علينا أن نتخذ من الصدقات طريقا لنرضى بها الله، ولن نقول إن الفيروس غضب او ليس غضبا من الله، وانما سنقول إنه جند من جنود الله التى لايعلمها الا هو، وعلينا أن نرضى بما قدره الله علينا حتى يرفع الله بلاءه ، فكما قال الامام الشعرواى رحمة الله عليه، لايرفع بلاء الا بعد الرضا به مصداقا لقول رب العزة فى حديثه القدسى : من رضى بقدرى أعطيته على قدرى، ولنا أن نتخيل رضا الله عز وجل، وعلينا أن نجاهر بالتضرع الى الله راضين بقضائه ونلتمس رحمته،ساعتها سيعود الصفاء الى حياتنا ونخرج من دائرة البلاء، وساعتها ستعود المآذن لتصدع بالأذان وتمتلئ المساجد بالمصلين وتقرع أجراس الكنائس، وسيعود الزوار والعمار الى بيت الله الحرام والمسجد الاقصى ومسجد الحبيب، وسيعود الناس الى المصافحة بالايدى والاحضان والقبلات التى تعكس المشاعر الدافئة الصادقة، وسينضم فيروس كورونا الى سابقيه من الشجرة الفيروسية التى اجتاحت عالمنا من قبل من نوعية الطاعون والكوليرا والانفلونزا الاسبانية والانفولنزا الاسيوية والايدز وسارس وانفلونزا الخنازير والبقر والطيور وزيكا ، كل هذه الفيروسات هاجمت البشر وقتلت منهم الملايين، لكنها ذهبت وانتهت واستمرت الحياة، فقط علينا أن نلتزم بتعليمات أهل العلم والاطباء والاجراءات الاحترازية التى أقرتها الحكومة وفقا لما قررته منظمة الصحة العالمية، وعلينا أن نتضرع الى الله ليتم كرمه وفضله ورحمته على عباده ويذهب هذا الفيروس فهو وحده القادرعليه، ويحفظ بلادنا وأمتنا العربية والانسانية جمعاء، مع تأكيد التزامنا بكل ما اكتشفنا أهميته خلال هذه الفترة العصيبة، من ضرورةالاهتمام بالنظافة والتعاون مع الاخر، والاستفادة من التكنولوجيا وامكاناتها التى تسهل الحياة ، بعدما تسببت الاجراءات الاحترازية فى اجراء كل الاجتماعات عبر الفيديو كونفرانس او وسائل التواصل، وتحول العديد من الانشطة الرياضية الى أنشطة رقمية عبر البوابات الاليكترونية للاتحادات الرياضية ووزارة الشباب والرياضة، تفاءلوا بالخير تجدوه.


لمزيد من مقالات أشرف محمود

رابط دائم: