فى جولة سريعة بأسواق اللحوم والدواجن والأسماك، لوحظ وجود ارتفاع فى أسعار البروتينات الحيوانية بنسب تصل إلى 30% فى معظم المناطق الشعبية والراقية، وذلك بسبب استغلال بعض التجار للظروف الحالية ورفعهم الأسعار.
لكن بعض المواطنين أكدوا أنهم يواجهون ذلك الارتفاع بالشراء من منافذ القوات المسلحة والداخلية والمجمعات الحكومية التى تبيع بأسعار لا تتجاوز الـ 100 جنيه لكيلو اللحم وغيرها، وقالوا إن هذه المنافذ انتشرت فى جميع المدن ، والكميات المعروضة بها تلبى احتياجات غير القادرين.
وكما تقول الحاجة سيدة محمد راضي، إنها كانت تأتى الى سوق الأحد فى شبين القناطر لان أسعاره رخيصة ، ولكن بعد قرار منع التجمعات فى كل الأسواق لم يعد يبقى أمامهم إلا باعة قليلون يستغلون البسطاء أمثالنا، خاصة فى أسعار اللحوم والدواجن والأسماك، فقد وصل سعر كيلو الدجاج البلدى الحى الى 35 جنيها، والأبيض إلى 30 جنيها، والبانيه تجاوز سعره 70 جنيها، فمن أين لأسرة عددها 4 أفراد أن يقوموا بشراء ما يكفيها من احتياجاتها ، بالإضافة إلى ما تحتاجه المائدة من أرز وخضراوات.
أما شريف عبدالكريم حلمى من المعادى فيقول: رغم أننى لم أكن معتادا على الشراء من منافذ الدولة، فإننى رفضت الاستجابة لاستغلال التجار الذين رفعوا أسعار اللحوم خلال الأيام الماضية تباعا، وقمت بشراء كمية من منفذ القوات المسلحة بزهراء المعادي، والذى يتوافر به جميع أنواع اللحوم والأسماك والفراخ والخضراوات، وبأسعار مناسبة جدا، لكن يجب تشديد الرقابة على البائعين فى هذه المنافذ . وتتفق معه رشا القاضى مدرسة من مسطرد، والتى تلجأ إلى شراء احتياجاتها من المنافذ الحكومية، فتقول: الحل الوحيد أن نقاطع الجزارين الذين يقومون برفع الأسعار بلا سبب مقنع، وكذلك أصحاب محال الدواجن والأسماك، الذين يرفعون الأسعار حسب أهوائهم الشخصية، مبررين ذلك بارتفاع مستلزمات الانتاج. أما رئيفة سيد احمد ربة منزل، فأخذت تتفحص الخضراوات وأسعارها، معترضة فى صمت على جشع التجار. يشير مصطفى السيد محاسب ـ إلى أن اللحم الجملى يتراوح سعره ما بين 110 و120 جنيها، وهى زيادة حدثت منذ شهر تقريبا دون مبرر، وأصبحنا نكتفى بنصف الكمية التى نحتاجها من اللحوم ، لان العمل متوقف والدخل ضاق بشكل كبير، خاصة مع أزمة كورونا والتجار لا يرحمونا . وهنا تدخل الحاج محمد ابو سعيد جزار، مؤكدا ان أسعار اللحوم ارتفعت قبل مرض كورونا وليس لها أى علاقة به ، خاصة أن الدولة أوقفت الاستيراد من الخارج ، وبعد أن كانت الأسعار قد هبطت بشكل كبير عادوا وأوقفوا الاستيراد ورفعت أسعار اللحوم القائمة او الحية على التاجر، وبالتالى ارتفعت على المستهلك، لذلك نطالب بعودة الاستيراد بعد مرور أزمة كورونا.
أسواق الطبقة الميسورة
يقول الحاج محمد صلاح تاجر بالسوق: إنهم يبيعون بأسعار ثابتة لم تتبدل ، وأن تاجر القطاعى هو الذى يقوم برفع الأسعار، وهو كبائع وسيط ليس لهم سيطرة عليه، وأن هناك من يأتى لنا ليشترى بسعر الجملة ويتفاجأ بالأسعار، ولابد من الرقابة على تجار التجزئة وأسواق القطاعي، لاننا جميعا نكون أمام المستهلك والدولة غير شرفاء ، ونستغل أزمة البلد فى تحقيق مكاسب شخصية . أحد الأشخاص يدعى الحاج محمد العيوطى تاجر أسماك ـ كان يشترى الخضار ويعرفه تجار الجملة، حيث يقوم بعملية الشراء والبيع لأهل مدينته بسعر الجملة، ويتحمل نفقات النقل على حسابه الخاص ليحارب جشع التجار فى مدينته، ودعا الجميع للمساهمة فى هذه المبادرة لأن المستهلك إذا وجد أسعارا جيدة سيترك السلع مرتفعة الثمن ويذهب إلى التاجر الذى وضع هامش ربح محدودا.
رابط دائم: