هذا الوباء اللعين لفيروس «كورونا المستجد» مازال يضرب فى كل مكان ليثير الفزع والهلع فى النفوس لكن العقل البشرى لم ولن يستسلم وهناك ثمة إشارات من مناطق عديدة فى العالم تؤكد أنه برغم ضراوة الوباء فإن هزائمه تتلاحق أمام جدار المقاومة الصلب المرتكز إلى جدية الالتزام بالإجراءات الاحترازية مثل العزل المنزلى والتباعد الاجتماعي.
لقد أعاد هذا الوباء إلى البشرية وعيا كان غائبا فى ظل المدنية الحديثة وعادت مآذن المساجد وأجراس الكنائس تهز المشاعر والنفوس وتوقظ طقوس الدعاء والابتهال إلى المولى عز وجل تحت مظلة اليقين بأن هذا الوباء اللعين مصيره محتوم وإن طال المدى وأن العقل البشرى المستند إلى قوة العلم وعمق الإيمان سوف يبذل كل ما فى وسعه لتقريب يوم المصير المحتوم لهذا الوباء.
إن إرادة البقاء سوف تثبت أنها أقوى من مشاعر اليأس والإحباط التى أصابت نفوسا كثيرة هزها الهلع والفزع من فجائية الموت والفراق وأصبحت على مقربة من فقدان الأمل والرجاء.
لقد اكسبتنا المحنة وعيا وانتباها لأن الخطر يهدد الجميع ولا يستثنى أحدا ومن ثم وجب نشوء تعاون دولى ليكون سندا ودرعا لعملية بناء الجدار الدفاعى ضد انتشار هذا الوباء.. وبرغم أى ملاحظات فإن الصورة تبعث على التفاؤل دون إغفال واجب الحذر والحمد لله فإن درجات التعاون الدولى تزداد نموا يوما بعد يوم!
إن كل انحسار للوباء فى أى وطن هو بمنزلة طلقة فعالة فى الحرب الكونية الدائرة الآن بين وعى وعلم الإنسان وبين ضراوة ووحشية الوباء.
إن من يطالع تفاصيل المعركة بين الأوطان والوباء سوف يكتشف دون عناء أن الحد الفاصل بين النجاح والفشل كان مرتبطا بسلوك الناس ومدى التزامهم بالإجراءات الاحترازية التى اتخذتها السلطات الرسمية المعنية فى كل وطن على حدة!
إن أسابيع المحنة على امتداد الكرة الأرضية أثبتت أن الشعوب تستطيع أن تصنع المعجزات إذا ارتضت بالالتزام سلوكا سواء كان طوعيا أو إجباريا.. ولنا فى تجربة الصين خير مثل وخير دليل.
وأحمد الله أن مصر الدولة ومصر الشعب أثبتا – حتى هذه اللحظة - أن هذا الوطن على مستوى المسئولية لأنه بالفهم وبالتواضع استطاع التعلم من سوابق الآخرين واقتفاء أثر خطاهم الناجحة وكان على مستوى الحدث بالقدرة على سرعة الاستفادة من مدلولات تجارب غيره من الدول التى دهمها الوباء بشدة!
خير الكلام:
<< إذا ألقى عليك الزمان شرا فاعلم أن بعد العسر يسر!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: