رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

جورج سيدهم و حوار لم ينشر منذ 30 عاما: أعطيت المسرح عمرى كله

وسام أبوالعطا;

مصادفة غريبة صنعت «ثلاثى أضواء المسرح»

 

فى مثل هذه الأيام منذ 30 عاما و تحديدا فى مارس 1990 كنت استعد لتقديم أوراقى للتقدم لنقابة الصحفيين و التى اشترطت وقتها لجنة القبول ان يتم تقديم موضوعات صحفية للقبول بالنقابة، عدت إلى منزلى و انا أفكر فى من احاوره فى اول موضوعاتى الصحفية،و شاءت الأقدار أن يعرض التليفزيون يومها مسرحية المتزوجون لفرقة ثلاثى اضواء المسرح و فجأة قفزت إلى ذهنى فكرة اجراء حوار مع الفنان جورج سيدهم حيث إنه مقل جدا فى الظهور الإعلامى وبالفعل تم الاتصال به و تحديد موعد فى السابعة مساء و فى الموعد المحدد توجهت الى منزله المتواضع و الانيق بشارع عباس العقاد، وانتظرت حوالى نصف ساعة امام المنزل حتى اصبحت الساعة السابعة تماما بعد أن نبهنى الزملاء بانه منضبط جدا فى مواعيده، وكان هذا الحوار الذى أجريته منذ ثلاثين عاما ولم ينشر من قبل.. وإلى نص الحوار:

..........................

متى كانت بداياتك مع الفن؟

كانت البداية وانا طفل فى منزلنا فى الصعيد كنت أضع السراير بجانب بعضها واصنع مسرح فى البيت واقدم عليه كل الأفلام التى كنت أشاهدها فى السينما ثم تطور الأمر فى الجامعة وكنت من أنشط طلاب كلية الزراعة بجامعة عين شمس فى النشاط المسرحى.

متى فكرت فى الاحتراف؟

لم أفكر يوما فى احتراف الفن والدليل اننى اتوظفت بعد تخرجى مباشرة كمهندس زراعى متخصص فى الإنتاج الحيوانى.

اذن كيف اتجهت للفن؟

الموضوع كله كان صدفة حيث قابلت احد زملائى والذى عمل بالتليفزيون فور افتتاحه سنة 1961 و طلب منى تقديم فقرة فى برنامج «مع الناس» فقبلت كنوع من المجاملة ولكنى لم أكن متحمس للعمل بالتليفزيون ولكن بعد عرض حلقتين وجدت الناس بتشاور عليا فى الشارع فادركت خطورة هذا الجهاز.

كيف بدأت فكرة تكوين الثلاثى؟

صدفة غريبة هى التى صنعت الثلاثى، كنت ماشى على كوبرى الجلاء عائدا من التليفزيون فقابلت سمير غانم و كنت اعرفه من خلال فرق الجامعة حيث كان فى كلية الزراعة بالإسكندرية وقال لى: «يا عم انت بقيت مشهور» فعرضت عليه ان يعمل معى فى البرنامج حيث إنه كان يكتب اسكتشات لفرقته.

اى فرقة؟

فرقة اخوان غانم و كانت مكونة من سمير وعادل نصيف ووحيد سيف وكانوا يقدمون اسكتشات ظريفة وكان اشهرها أسكتش «سلامات حول العالم».

وهل اشتركتم جميعا فى البرنامج؟

لا، فى البداية حضر سمير وعادل نصيف وقدمنا حلقة واحدة وأثناء التسجيل كان يشاهدنا المخرج محمد سالم وأعجب جدا بما نقدمه وأطلق علينا ثلاثى اضواء المسرح وطلب مننا ان نقابله بعد اسبوع للاتفاق على الشكل النهائى للعمل.

واين الضيف احمد من كل هذا؟

الضيف كنت اعرفه من خلال مسرح الجامعة أيضا وكان فى آداب القاهرة والقدر وحده هو إللى جمعنا.

كيف؟

بعد تحديد الموعد مع المخرج محمد سالم اضطر عادل نصيف إلى السفر للخارج ووحيد سيف لم يكن يستطيع ان يترك الاسكندرية لانه كان موظفا فى ذلك الوقت ففكرنا انا وسمير بسرعة فى الاستعانة بالضيف احمد الذى قابلناه صدفة فى إحدى محطات الأوتوبيس، ونزلناه من الأوتوبيس وعرضنا عليه الأمر فوافق على الفور وذهبنا معه لمحمد سالم فى الموعد المحدد.

وبدأتم العمل كثلاثى؟

فى البداية لم يقتنع محمد سالم بالضيف احمد ولكننا اقنعناه انا و سمير بموهبته فاضطر ان يوافق لضيق الوقت وقمنا بتقديم اسكتش سلامات حول العالم.

هل صحيح ان وجودكم فى الافلام فى هذا الوقت كان شرطا من شروط التعاقد على اى فيلم؟

ليس بهذا المعنى لكن مع انتشار اسكتشاتنا فى حفلات اضواء المدينة بدأ يستعين بنا المخرجون فى الافلام الكوميدية الخفيفة خصوصا افلام حسن يوسف ومحمد عوض وكان المؤلفون يتركون لنا مساحات حرة فى السيناريو لنقدم ابداعاتنا فى اطار موضوع الفيلم وبالفعل تحولنا الى شبه علامة تجارية لدى المنتجين.

كيف بدات فكرة تكوين فرقة ثلاثى اضواء المسرح؟

الصدفة البحتة ايضا كانت وراء هذة الفكرة, فبعد نكسة 67 خيم الظلام على المجتمع ولم نكن نعلم كيف سنعمل فى ظل هذا الجو الكئيب فاصابتنى حالة اكتئاب شديد وقررت ان اقضى وقتا طويلا بمفردى فى الاسكندرية وبالفعل استقللت القطار متجها الى هناك فقابلت بالصدفة السيد حمدى عاشور محافظ الاسكندرية وقتها والذى كان يستقل نفس القطار وتحدثنا فى امور البلد ثم طرح عليا فكرة ان نقدم مسرحية فى الاسكندرية لنخرج الناس من حالة الاكتئاب التى اصابت المجتمع, بصراحة لم اكن مقتنعا بالفكرة وحاولت «التزويغ» من المحافظ فطلبت طلبات تعجيزية ليصرف نظر عن الموضوع.

طلبات زى ايه؟

طلبت منه تخصيص مسرح بدون مقابل, كذلك توفير لافتات الدعاية مجانا وايضا زيادة الدعم المقدم للمسارح الى 30 جنيها فى الشهر بدلا من 15.

وكيف كان رد فعله؟

وافق على الفور ودون مناقشة وشعرت ان الدولة هى التى تريد منا ان نعمل وبدأت فى التحرك فورا.

ماذا فعلت؟

عدت الى القاهرة واتصلت بالمخرج محمد سالم وباعضاء الفرقة وعرضت عليهم الامر الذى كان مفاجأة بالنسبة لهم وعلى الفور قام المؤلف الكوميدى الكبير يوسف عوف بكتابة نص مسرحى من فصلين كل فصل يحمل قصة مختلفة وقام حسين السيد بكتابة الاغانى وتولى التلحين الموسيقار الشاب وقتها حلمى بكر واطلقنا على الروايتين اسم «حواديت» وتم عرض المسرحية على مسرح بيرم التونسى وسط اقبال جماهيرى غير مسبوق.. وكانت البداية.

كيف استقبلكم نجوم هذه المرحلة؟

بصراحة الجميع كان يدعمنا بالتشجيع خاصة الفنان القدير فؤاد المهندس والذى كان حريصا على حضور العرض وابدى اعجابه الشديد بالنص وايضا بالموسيقى والالحان واستعان بعد ذلك بحلمى بكر ليتولى الحان مسرحيته الجديدة وقتها «سيدتى الجميلة», الحقيقة الاستاذ فؤاد له افضال كثيرة على الفرقة.

كيف استقبلتم نبأ وفاة الضيف احمد؟

الضيف احمد توفى بشكل مفاجئ سنة 1970 واصيب جميع افراد الفرقة باحباط شديد وحصل نوع من الاضطراب فى كل شىء خصوصا ان الضيف مات ليلة البروفة النهائية لمسرحية «كل واحد و له عفريت» وكان بيقوم بدور واحد ميت الى جانب انه كان مخرجها ايضا وانا كنت متشائما من المسرحية دى بصراحة وفوجئت بعد ذهابى للمنزل حوالى الساعة 12 صباحا بتليفون من الزميل زكريا موافى يبلغنى بوفاة الضيف.

كيف كان وضع الفرقة وقتها؟

احنا فكرنا اننا نوقف نشاط الفرقة ولو لفترة مؤقتة حتى نختار من سيحل محل الضيف و لكننا اكتشفنا ان الضيف لا يمكن حد يحل محله ولم يخطر ببالنا ان نستمر انا وسمير فقط, الا انه فى احد الليالى زارنا الاستاذ فؤاد المهندس للاطمئنان علينا وقرر انه يخرجنا من هذه الحالة واقترح ان نستمر انا وسمير دون ثالث, بل وقام ايضا باخراج الرواية بعد تعديلها حتى تخرج للناس واشترط علينا ان يكتب اسم الضيف كمخرج للعرض دون ذكر اسمه وان يظل هذا الامر سرا بيننا وانا اول مرة اقول هذا الكلام.

ما احب رواية من روايات الثلاثى الى قلبك؟

بصراحة «طبيخ الملائكة» هى اجمل رواياتنا.

لماذا هذه الرواية بالذات؟

لانها كانت تتوافر فيها كل عناصر العمل المسرحى من تمثيل وغناء واستعراض كما انها كانت تحمل معانى انسانية راقية.

بصراحة, لماذا تم الانفصال بينك وبين سمير غانم؟

نحن لم ننفصل, كل ما فى الامر ان سمير كان لديه طموح ان يعمل بمفرده وهذا حقه ولكن علاقتنا الشخصية مستمرة فنحن عشرة عمر.

هل تعتقد ان سمير غانم نجح بمفرده؟

اعتقد انه نجح نجاحا كبيرا وهذا النجاح يرجع لموهبته اولا ولتاريخه الفنى الطويل مع فرقة الثلاثى.

استاذ جورج لماذا انت مقل فى اعمالك حاليا؟

هذة ظروف خارجة عن ارادتى, ففى عام 1986 تم تدمير المسرح تماما فى احداث الامن المركزى, وده كلفنى الكثير من مالى وصحتى, فانا خسرت معظم فلوسى على تجهيز المسرح بالاضافة الى انى اصبت بجلطة فى القلب واضطررت للسفر الى لندن لاجراء عملية قلب مفتوح.

استاذ جورج ماذا اعطيت لفرقة الثلاثى؟

اعطيتها عمرى كله, فانا ليست لى زوجة ولا اولاد, فهى عائلتى والمسرح هو بيتى.

وهى ماذا اعطتك؟

اعطتنى مجدا فنيا افخر به طول حياتى وبعد مماتى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق