قل لمن يحملُ هماً، إن همَك لن يدوم. أحملُ في صدري آمالاً عظيمة، أن تنقشعَ غُمة كورونا ، التي أربكت الدنيا كلَها، غنيها، وفقيرَها، قويها وضعيفَها، وزَلزَلتِ الأقدامَ، وغيرت الحساباتِ والتقديرات، ولاشكَ ستُغيرُ أيضاً الاهتمامات والأولويات، لدي الجميع، ولَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ..
هذهِ الآمالُ تجعلُني علي يقين، أن رحمةَ اللهِ تعالي، ستنتصرُ للناس، وترحمُ ضعفَهم ، وقلةَ حيلتِهم، وسيعودُ هذا الكورونا ضعيفاً، وتعودُ الفرحةُ والطمأنينةُ إلي القلوب. ثقتي في ربي كبيرة، الذي علمنا: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي. واليقين في رحمةِ الله ِتعالي، لا يساورُه ظنٌ، والثقة بأن البشريةَ ستتجاوزُ المحنةَ والوباء، لا تتبدلُ، لكنها ثقةٌ دائماً أقرنُها بالعملِ ، وبالأخذِ بالأسباب ، فاللهُ في عونِ العبدِ العاملِ المجتهد ، ولقد علِمنا أن السماءَ لا تُمطرُ ذهباً، ولا فضة، فقط نقومُ بواجباتِنا، فإن انتهتْ بنا الأسبابُ، تدخلَ مسببُ الأسبابِ، الذي أمرُهُ بينَ الكافِ والنون، إذا قضي أمراً، فإنما يقولُ له كنْ فيكون .
لقد أصبحنا في مصرَ قريبين من الخلاص، كما يقولُ أهلُ العلمِ والمتخصصون، فلنسرعِ الخُطي في الأمتار الأخيرة، الأسابيعِ القليلةِ الحاسمة، ولنتعاملْ بأعلي مستوياتِ الحيطة والحذر، فالعاقلُ من تأمل تجاربَ غيرِه، وتلافي خطاياها. وفي هذا المقام ، فإنني أثمنُ الجهدَ العظيم، والأداءَ المتميز، الذي تعاملت وتتعاملُ به، حكومتنا المصرية، في مجابهة وباء كورونا المستجد، ويقيناً ما تم اتباعه، هو المنهج القويم، القائم علي الموضوعية والإيجابية، والأسس العلمية السليمة، بشهادة المنظمات العالمية المتخصصة، وعلي رأسها منظمة الصحة العالمية .
وهنا أتوجه بجزيلِ الشكر، وعميقِ التقدير والامتنان: للشعب المصري العظيم، الذي امتثل للتعليمات والإرشادات، وضرب مثلاً يُحتذي في الإيجابية وتحمل المسئولية. للقيادة السياسية الحكيمة، التي بادرت برسمِ السياسات، وتوفيرِ الاعتمادات، والتأكيد أن كلَ شىء يهونُ ويصغر، أمامَ صحةِ المصريين وأمانِهم. وهي قيادةٌ مسئولة ، مع حكومةٍ جادة ، تصلُ الليلَ بالنهار، في عملٍ ودأبٍ، من أجل إزاحة الغُمة، وانفراجِ الأزمة. للقائمين علي أمنِ البلاد، القواتِ المسلحةِ الباسلة، والشرطةِ العظيمة، الذين مدوا كلَ أيادي العونِ والمساندة، منذُ اللحظاتِ الأولي، وأقاموا الأمنَ، وأعمَلوا القانون. للطواقمِ الطبيةِ الرائعة، التي أثبتت للعالم كلِه، أنها عنوانٌ للبطولة والتضحية، وأنها بحقٍ رحمةٌ من السماء، هم الأبطالُ الجسورون، في خطوطِ المواجهة الأولي، وما شهيدُ الطب، العظيم، ابنُ بورسعيد، الدكتور أحمد اللواح، عنا ببعيد. للعاملين في المصانع، الذين يدركون تماماً حجمَ المشكلة، ويواصلون العملَ والإنتاج، لتوفيرِ السلع والمستلزمات الضرورية. لأصحابِ المصانع، والذين لا تتوقفُ آلاتُهم، ومعداتُهم، رغمَ الظروف الصعبة، استشعارًا بواجبِهم الوطني، ومسئوليتِهم تجاهَ بلدهم.
ولما كنتُ رجلَ صناعة، قضي عمرَه في العملِ والإنتاج والتصدير، فإنني أشكرُ من أعماق قلبي، شركاءَ النجاح، أصحابَ الجهدِ الطيب، والعطاءِ العظيم، عمالَ مصر، في جميعِ مؤسساتِها ، ومصانعِها، الذين يتواصلُ عطاؤهم، ويبذلون قصاري جهدِهم، بلا كللٍ أو ملل، وأقولُ لهم : لقد أظهرتم، أصالةً وحباً عظيمين، ورأينا فيكم الجنودَ المخلصين، الباحثين عن الكسبِ الطيب، المحبين للعمل، الحريصين علي تقدمه وازدهاره، حتي في أصعب الأوقات .
يقيناً، غداً ستتفتحُ الزهور، ستعودُ الابتسامةُ تملأُ الوجوه، ستعودُ الحياةُ إلي طبيعتِها، سيزولُ الخوف ، وكيفَ نخافُ، وربُنا اللهُ، صاحبُ القدرةِ علي إطلاقِها، ومن يحدثُكم عن زمنٍ مُخيف، حدثوه عن ربٍ لطيف، وَسِعَتْ رحمتُهُ كُلَّ شَيْءٍ .
لمزيد من مقالات محمد فريد خميس رابط دائم: