رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
الوجه الآخر للكارثة!

ليس الأمر مجرد وباء فيروسى قاتل أثار الرعب والذعر على طول وعرض الكرة الأرضية وإنما هناك فى اعتقادى ما هو أخطر وأفظع من الوباء، ومن الغريب أن أحدا لم يتحدث عن هذا الخطر وهل له علاقة بهذا الانتشار الكاسح لفيروس كورونا بشكل لم تعرفه البشرية من قبل على طول تعاملها مع الأوبئة والأمراض الفتاكة.

أتحدث عن التلوث البيئى بأنواعه المختلفة والذى لم يشر أحد من قريب أو من بعيد عن أية صلة يمكن أن تربط بينه وبين سرعة وسهولة انتشار هذا الوباء اللعين ليغطى كوكب الأرض بأسره.

لم يقل أحد شيئا عن احتمال وجود أى صلة بين سرعة انتشار الفيروس القاتل وبين اتساع وكثافة التلوث البيئى فى العالم كله لأن القوى العظمى الممسكة بدفة الإدارة الإعلامية العولمية تخشى من فتح ملف التلوث البيئى باعتبارها الدول المسئولة عن كارثة التلوث والتى لم تكن تتصور للحظة أن تصبح هى الفريسة الأضعف التى يطاردها الوباء من ولاية إلى أخرى!

إن البشرية الآن تدفع ثمن التلوث البيئى الذى تراكم حقبة بعد حقبة نتيجة الطمع والجشع وأنانية المجتمعات الاستهلاكية التى استباحت الدوس على ركائز التوازن البيئى حتى لو كان ذلك على حساب صحة الحيوان والإنسان والإضرار بالتربة بسبب الاستخدام المفرط للأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية والذهاب إلى إنتاج محاصيل زراعية معّدلة وراثيا فالمهم فى النظرية الرأسمالية التى تتستر برايات الديمقراطية هو تحقيق أعلى معدلات الربحية وتنشيط حركة السوق العالمية وتقديم الكثير من المغريات التى تحرض على البذخ والإسراف والاستهلاك دون قيود ودون ضوابط طالما أن هدف الربح هو بيت القصيد!

نعم إن البشرية تدفع ثمن الاستهانة والاستهتار بما قاله العلماء منذ سنوات عن خطر الاختلالات البيئية وزيادة أبخرة الدخان الناتجة عن المصانع الملوثة للبيئة إلى الحد الذى تحول فيه الحديث عن «ثقب الأوزون» إلى نكتة للتسامر!

ولست أزعم بأن ما ذكرته حول وباء كورونا والتلوث البيئى يستند إلى ركيزة علمية مؤكدة لكن التساؤل المغيب عمدا هو: لماذا لم يشر أحد إلى احتمالية مثل هذه العلاقة؟

وفى اعتقادى أنه لن يمر زمن طويل قبل أن تتضح أبعاد الوجه الآخر لكارثة وباء كورونا وصلتها بالتلوث البيئى فى العالم!

خير الكلام:

<< لا تقتل البيئة كى لا تقتلك!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: