رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مصر بين المحن والمنح

لعلها سُنة من سُنن الكون أن يمتلىء تاريخ كل شعب وأُمة بالابتلاءات خيرها وشرها، حلوها ومرها، ولم ينهض أى شعب أو أمة إلا بعد أن اعمل فكره وقام بتحقيق تاريخه تفحصاً وتمحصاً وتدبرا واعتباراً واستخراجاً لدروسه والعمل بمقتضاها سعياً لمعرفة ذاته التى تدفعه لتحويل محنه إلى منح ومزايا. لقد حققت أوروبا تاريخها وذاتها فخرجت من محن التفكك والحروب، وحققت الصين تاريخها فخرجت من محن الاستعمار والفساد والأفيون والإنغلاق الاقتصادي، وكذلك فعلت روسيا، واستفادت كوريا الجنوبية واليابان حتى مع تقسيم الأولى وانهزام الثانية فى الحرب العالمية الثانية..... وغيرهما الكثير.

ومصر باعتبارها الأقدم حضارة يمتلىء تاريخها بما يمكن أن يجعل منها بعد تحقيقه أمة متقدمة. علينا أن نعمل فكرنا فى تاريخنا؛ بدءاً بتصحيح ما أحاطه من إهمال وحواه من أخطاء (مقصودة وغير مقصودة) وما شابه من غموض أو سوء توصيف وتفسير، ومروراً بدروس تاريخ الشعوب والأمم الأخري، وانتهاءً بدروس وعظات الإبتلاءات التى تجتاح بلاد العالم الآن ومن ضمنها مصرنا الغاليه. ولئلا يكون مصير تحقيق تاريخنا الحفظ فى أضابير الارشيف وأروقة المتاحف، فإننا يجب أن نعمل على أن يؤدى هذا التاريخ إلى خلق وعى بحقيقة الذات وحقيقة ما حولها ومن حولها ، انطلاقاً إلى آفاق العلم والمعرفة. يجب أن يتحول هذا التاريخ المحقق إلى مقررات دراسية ومسلسلات وتمثيليات وافلام روائية ووثائقية ومحاضرات وندوات ثقافية، وإلى مقصد دائم للزيارات والرحلات الميدانية.

وفى سياق التطلع السابق، وفى إطار المنح التى حققناها مؤخراً خاصة فى المجالين العسكرى والاقتصادي، وإطار المحن التى مررنا ونمر بها على الصعيدين الداخلى والخارجى من حولنا، أعرض بعض ما توارد على الذهن من أفكار:

- تعدد المخططات العدائية ضدنا مع عدم تغير معديها ومنفذيها، يمكننا من تعزيز قدرتنا على دحرها متى انتصرنا على أقربها خطراً طبقاً لنظرية الدومينو المعروفة، كما يعطينا الفرصة لزيادة تماسك وفاعلية جبهتنا الداخلية، ويمنحنا طاقات إيمانية ومعنوية كبيرة للثبات والنصر.

-تزايد الشائعات وانتشار ثقافة التواكل واللامبالاة والأنانية، يدفعنا إلى الإسراع بإصلاح نظامنا الحزبى للقيام بدوره فى تربية وتثقيف وتوعية جموع الشعب سياسياً وثقافياً. كما يدفعنا إلى زيادة مساحات وأوقات التعبير السياسى الملتزم، وإلى بذل الجهود لتطوير نظام الإدارة المحلية الأمر الذى يؤدى لزيادة الانتماء وتقوية تفاعل المواطنة.

تزايد أعداد المصابين بوباء كورونا رغم إتخاذنا بعض إجراءات مكافحته، يعطينا الفرصة لإعادة الانضباط الى الشارع المصرى (والمطلوب تحقيقه بسرعة) وذلك عن طريق تحديد ساعات مبكرة بصفة دائمة لغلق المحال العامة وهو ما سوف يحقق تخفيفاً من الضغط المرورى وسيطرة على مافيا انتظار السيارات وكفاءة لتحقيق الأمن العام. ومن ناحية أخرى فلعل هذا الوباء يكون فرصة لنا لزيادة الاهتمام بالأبحاث العلمية فى المجال الطبى خاصة البيولوجى وهو ما يقتضى المزيد من التفرغ للعلماء والأطباء فى المستشفيات التعليمية والمراكز البحثية كما هو الحال فى الدول المتقدمة والناهضة. صدق من قال إن كل محنة تولد معها منحة.


لمزيد من مقالات سفير . علاء الدين عبدالعليم

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق