رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عمر طاهر: لست مؤرخا..وإنما محب للتاريخ وأعرضه بطريقة مختلفة

د. مروة الصيفى

مجموعة من الأسئلة يطرحها الكاتب عمر طاهر من خلال كتابه الجديد «من علّم عبد الناصر شرب السجائر؟»، محاولا من خلالها استخراج تاريخ من هوامش كتب التاريخ، وإظهار معلومات تبدو للوهلة الأولى بلا قيمة فيجعل منها اكتشافا، من خلال تجارب شخصية وحكايات كثيرة لشخصيات فنية وسياسية وتفسيرات لمصطلحات لغوية نستخدمها دائما دون الوقوف عند معناها مثل :«شُرابة خُرج»، و«الخِرع» و«قرديحي» ، فهو كتاب يثير أسئلة ذهن القارئ أكثر مما تمت الإجابة عنها.

ففى قصة يرويها طاهر عن رحيل فتحية، الذراع اليمنى لجدته، والتى بكت الجدة عند رحيلها بحرقة قائلة «ضهرى انكسر»، تبدو التجربة شخصية، لكنه ينطلق منها لرواية قصة رحيل عبد الحليم حافظ، حينما بلغ محمد الموجى الخبر أخذ يقول «عودى انكسر»، ثم يسرد باقى التفاصيل؛ عن النعش الذى خرج فارغا للجنازة المهيبة لحماية نعش عبد الحليم الحقيقى من اختطاف الجمهور، وذاك الطفل الذى مات دهسا بالأقدام فى الجنازة من أجل نعش فارغ!!، وتلك المقبرة التى بناها حليم قبل موته بـ 45 يوما رغم شرائه أرضها قبل سنوات. كما يسرد تفاصيل اغتيال السادات الذى صاح فى القاتل قبل ثوان من إطلاق الرصاص قائلا «ما تبقاش مجنون ياولد»، ليكشف طاهر بعدها حقيقة أن السادات توفى إثر صدمة عصبية وليس من إطلاق الرصاص كما جاء فى تقرير الطب الشرعي.

فى حواره للأهرام يتحدث عمر طاهر عن تجربته فى إعداد هذا الكتاب، وهل هناك شيء امتنع عن كتابته، وموهبته فى كتابة الأغاني، وما إذا كان يمكن اعتباره مشروعا لمؤرخ، وفلسفته الخاصة عن الطعام فى رواية «كحل وحبهان».

 

لماذا اخترت عنوان «من علم عبد الناصر شرب السجائر» بالتحديد؟

الكتاب مجموعة من الأسئلة، وهذه الأسئلة كانت إطارا للمعلومات والحكايات التى سأكتبها، أنا فقط اخترت العنوان من ضمن هذه الأسئلة والتى رأيت أنه الأنسب لأن يكون عنوانا للكتاب.

الكتاب يحمل العديد من اللقطات التاريخية والأحداث السياسية، كم استغرقت فى كتابته وتجميع المادة الخاصة به؟

حوالى 15 شهرا، فقد اطلعت على العديد من المراجع والكتب التاريخية لأستطيع تجميع هذا الكم من المعلومات الموثقة.

هل هناك معلومات توصلت إليها لكنك امتنعت عن كتابتها لسبب ما ؟

امتنعت عن كتابة أى معلومة مكررة أو معروفة، فقد كنت حريصا أن يخرج الكتاب بكل ما هو جديد.

حديثك عن الموت فى الكتاب وطرحك للاحتفالات الجنائزية عند الفراعنة يجعلك تبدو متصوفا فى أفكارك، ما تعليقك؟

النظرة الصوفية هى نظرة المصريين عموما، لأنهم متصوفون ومتأملون بالفطرة، هذه النظرة ليست خاصة بى وحدي، فأنا ألاحظها فيمن حولى باستمرار.

فى جزء من الكتاب كتبت أغنية من تأليفك، ولك رصيد من كتابات الأغانى لفنانين مشهورين، لماذا لم تستثمر تلك الموهبة؟

كتابة الأغانى ليست مشروعى الأصلى فهناك أشياء أخرى فى أولوياتي، أنا أكتب فقط إذا صادف الأمر مع صديق ملحن أو مطرب، كما أننى أكتب الأغانى إذا جالت فكرة بعقلى وكانت تلائمنى وتعبر عن شيء أريد أن أقوله، فأنا بالأساس لا أكتب للسوق.

هناك من يرى أنك تستغل الشخصيات التاريخية متعمدا فى تسويق كتبك، سواء هذا الكتاب أو كتابك السابق «صنايعية مصر»، ما ردك؟

لو وسيلتى التسويقية كانت من خلال تقديم المعلومات التاريخية فأنا أعتبرها وسيلة عظيمة جدا، سواء كان الطرح بأسلوب بسيط شبه ترفيهى أو بأسلوب جاد، لأن التاريخ عموما مفيد للجميع، واستخدامه فى التسويق شيء غير مضر أبدا بل على العكس.

هل من الممكن القول بأن عمر طاهر مشروع مؤرخ يفتح نوافذ التاريخ بطريقة جديدة نقدية وساخرة؟

كلمة مؤرخ كلمة كبيرة جدا تحتاج لمجهود ضخم، ومراجعة هائلة لكتب ودراسات، كما تحتاج لتخصص، لكن أنا بالفعل محب للتاريخ وألقى عليه نظرة بتكوينى الشخصي، وعندى طريقة مختلفة فى قراءة أحداثه.

ماذا عن ردود الأفعال حول الكتاب حتى الآن؟

ردود الأفعال كانت من القراء الذين أتمّوا قراءة الكتاب، وكلهم سعداء بالتجربة، واستفادوا من المعلومات والمعرفة المقدمة، وأعجبهم طريقة المزج بين ما هو شخصى وما هو تاريخي.

عودة لروايتك السابقة «كحل وحبهان»، البعض صنفها بأنها يوميات، والبعض قال إنها من الأعمال الأدبية غير المصنفة، ما رأيك فى هذا الجدل؟

مقياسى الخاص عند الكتابة هو هل العمل يحتوى على أفكار وفن حقيقى ومشاعر وطريقة كتابة ممتعة أم لا، فأنا ليس عندى كتالوج أسير عليه أو أصنف أعمالى من خلاله، لأنى لو اتبعت هذا الأسلوب ستضيع متعتى فى الكتابة.

من أين خطرت لك فكرة التعبير عن الأحداث والشخصيات والعلاقات الإنسانية فى الرواية من خلال نكهات وروائح الطعام؟

من فكرة التذوق عموما، كانت تراودنى من فترة فكرة أن أكتب عن شخص تكمن موهبته فى قدرته على التذوق، لديه إحساس بطعم الأكل ومن ثم الحياة والأشخاص والحب والمشاعر، فأنا أعتبر أن التذوق موهبة ومهارة عظيمة تجعل الإنسان قادرا على أن يعيش الحياة وما وراءها، وأن يضفى بعدا ثالثا على الأشياء من حوله، فيصبح ليس متلقيا عاديا ولا يتعامل مع أى أمر بشكل سطحي.

لك بعض الكتابات وختاما رواية «كحل وحبهان» مرتبطة بفكرة الطعام، هل لديك اهتمام خاص متعلق به؟

ليس اهتماما، وإنما كانت لدى فكرة لها علاقة بالطعام وأخرجتها فى الكتابة، فالكاتب أحيانا تستوقفه أشياء وتخطر له أفكار متعلقة بها وتجعله يريد أن يعبر عنها بطريقة مختلفة، وليس للأمر تفسير منطقى محدد.

فى ظل العزلة المنزلية التى نعيشها هذه الأيام ما الكتب التى يرشحها عمر طاهر للقراء؟

فى رأيى أن كتاب «صنايعية مصر» وكذلك كتاب «أثر النبى» من الكتب المهمة والمفيدة والممتعة للقراءة فى هذا الوقت.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق