محاربة «كورونا» تبدأ بالتخلص من القمامة

• اللواء عادل محمد أبوالحديد: هيئة نظافة القاهرة تعمل بكامل طاقتها من العمال ..ونصف مليون جنيه لتوفير الكمامات والقفازات
• د. أحمد زايد: وسائل التواصل تسبب حالة من التوتر والفزع ويجب استقاء المعلومات الموثقة من أجهزة الدولة

بعد تزايد القلق من انتشار فيروس كورونا بات من المهم جدا الاهتمام بنظافة البيئة، لتأكيد سبل الوقاية والحماية من المرض.. وفى هذا الصدد أكد الخبراء والأطباء أن هناك آليات وطرقا يجب اتباعها للتخلص من القمامة والنفايات خاصة التى تنمو فيها الفيروسات والبكتيريا وتمثل مصادر العدوى المتنقلة..

تحقيقات «الأهرام» تناقش القضية .. وتعرض آراء الخبراء والمسئولين لوضع الحلول المناسبة لمحاولة انحسار الفيروس والقضاء عليه.

حيث يؤكد الدكتور احمد زايد أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة أن الأمر يحتاج إلى عدم الانسياق وراء وسائل التواصل الاجتماعى التى تسبب حالة من التوتر العام والفزع بين المواطنين، وينصح بالاعتماد على استقاء المعلومات الموثقة من أجهزة الدولة فى أعداد الإصابات بفيروس كورونا لثبات المجتمع وعدم اضطرابه.فى حين ترى الدكتورة نجوى عبدالمنعم الشايب أستاذ علم الأنثروبولوجيا بكلية البنات جامعة عين شمس أن هذا الاهتمام والمتابعة من قبل المواطنين هو فى حقيقة الأمر دليل إيجابى على الوعى الصحي، ويفضل أن يستمر حتى يتحول هذا الهلع إلى ثقافة صحية .أما الدكتور محمود السعداوى أستاذ الصحة العامة بطب جامعة الزقازيق فيؤكد أن أكوام القمامة يمكن أن تساعد على نشر فيروس كورونا، خاصة أنه يمكث على الأسطح قرابة 12 ساعة حيث يبلغ حجمه 450 ميكرون.

ارتداء الكمامة

تحذر الدكتورة مها الرباط وزير الصحة الأسبق من الوجود فى الأماكن المزدحمة وضرورة ارتداء الكمامة وأخذ الاحتياطات خاصة عند انخفاض درجات الحرارة أو ليلا، ولابد من تكرار غسل الأيدى وعدم التزاحم داخل حجرات المنزل أو الوجود فى الأماكن المغلقة مع التجمعات الكبيرة مثل المراكز التجارية، ولذلك فإن القرارات التى اتخذتها القيادة السياسية بتعليق الدراسة خطوة مهمة لحماية الأطفال والطلاب.

كما يحذر الدكتور أسامة جادو أستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة الزقازيق من نشر الفزع لآن حالات الرعب الجماعى التى انتشرت فى العالم نتيجة الخوف من هذا المرض الغامض والخيال هيأ للناس أمورا أكثر من الواقع، لكن يمكن بالوقاية والطمأنينة رفع الروح المعنوية والتى من شأنها تقوية جهاز المناعة لمواجهة هذا المرض والانتصار عليه إذا ظهرت أعراضه.وتشيرالدكتورة شادية ثابت عضو لجنة الصحة بمجلس النواب أن مصر من أقل الدول التى لديها حالات فلا حاجة لإصابة المواطنين بالذعر، ويمكن الاكتفاء بتطهير أسطح الأثاث والأجهزة بالمياه المخلوط بالكلور من أجل التعقيم.

نظافة الشوارع

وتؤكد الدكتورة هبة يوسف وكيل طب جامعة بورسعيد وخبير إدارة الأزمات الطبية بمنظمة الصحة العالمية أن الحرص على نظافة الشوارع مع عدم إلقاء القمامة فى غير الأماكن المخصصة لها، وضرورة تغطية صناديق القمامة لمحاربة الميكروبات والفيروسات، كذلك عدم حرق القمامة فى أماكن مكشوفة للتصدى لنشر الفيروسات ودخولها بسهولة إلى الجهاز التنفسي، وكذلك نظافة السجاد والموكيت فى الحجرات وشفط الأتربة من عليها لمنع انتشار الفيروسات باستخدام آلات شفط الأتربة، بالإضافة إلى ضرورة زراعة الأشجار دائمة الخضرة لأنها مصدر غنى بالأكسجين ويساعد الهواء من زيادة قدرته على التخلص من الميكروبات والفيروسات الضارة التى تتكاثر مع انتشار أول أكسيد الكربون والأدخنة وعوادم السيارات والمصانع وهذه كلها خطوات للمواجهة، مع ضرورة الاهتمام بنظافة البيئة التى نعيش فيها من خلال تنظيف أسطح الأجهزة والأثاث بالماء والكلور المركز للقضاء على الفيروسات ومنع دخولها لجسم الإنسان عند ملامسته لتلك الأسطح، هذا بالإضافة إلى تجنب مخالطة الحيوانات البرية مثل القطط والكلاب والسلحفاة وطيور الزينة لأنها قد تكون حاملة لفيروس كورونا وغير ظاهر عليها .

من جانبه يؤكد الدكتور محمد عبدالرازق استشارى بأحد مستشفيات بورسعيد ضرورة أن تراعى الأم عند رضاعة وليدها أن تلبس كمامة وتبعد وجه الطفل عن وجهها، وتكثر من تناول الأطعمة التى تقوى جهاز المناعة، وتبتعد عن تناول المضادات الحيوية لأنها تضعف من جهاز المناعة، وضرورة استشارة الطبيب عند حدوث سعال أو عطس.

مخلفات المنازل بالقاهرة زادت 3 أضعاف

من جهته يشير اللواء عادل محمد ابوالحديد القائم بعمل رئيس الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة إلى أن الهيئة جهة خدمية لذلك فهى تعمل بكامل طاقتها من عمال النظافة المنتشرين بالشوارع فقط، وكذلك تم توفير وسائل الحماية الشخصية لعمال النظافة فى فروع الهيئة الخمسة، وذلك بمساعدة من إحدى جمعيات المجتمع المدنى بتوفير أعداد من الكمامات والقفازات والمطهرات، فضلا عن أن الهيئة رصدت نصف مليون جنيه لتوفير المطهرات والقفازات لعمال النظافة، وأيضا تم تعقيم سيارات الهيئة البالغ عددها 800 سيارة، بالإضافة إلى إغلاق 14 حديقة عامة تابعة للهيئة وما يقرب من 30 مشتلا منتشرا فى القاهرة.ويضيف ابوالحديد أن كميات المخلفات الصادرة من المنازل زادت 3 أضعاف الكمية اليومية والتى تمثل 20 ألف طن بسبب عمليات التطهير والتنظيف فى المنازل، خاصة بعد تعطيل الدراسة ومنح العاملين بالدولة إجازات، الأمر الذى زاد من العبء على الهيئة بالإضافة إلى العبء الذى حدث نتيجة سوء حالة الطقس خلال الأيام الماضية وسقوط أمطار غزيرة على البلاد.

فيتامين سى والموالح

وتوصى الدكتورة ايمان حسن أخصائية التغذية العلاجية بالحرص على أن تكون الوجبات الثلاث يوميا متوازنة بجميع احتياجات الجسم مع الإكثار من إضافة زيت الزيتون لاحتوائه على مضادات الفيروسات والبكتيريا، وأيضا الحرص على تناول الطعام الغنى بفيتامين «سي» المتوفر فى الموالح والفلفل الملون وفيتامين «دال» المتوافر فى الأسماك والحليب والقشدة والبيض، مع ضرورة تناول الطعام الغنى بالسيلينيوم مثل الأسماك واللحوم والبيض والجوز والعدس والبطاطا، وأيضا الأطعمة الغنية بالماغنسيوم مثل البقول والخضراوات الورقية والشيكولاتة مع الحرص على تناول المشروبات الساخنة مثل الزنجبيل والزيتون.ويشير الدكتور مصطفى الوكيل وكيل نقابة الصيادلة إن الموقف يحتاج لوعى صحى جيد من المواطنين، حيث إن الفيروس كبير الحجم وبالتالى لا ينفذ ولا يخترق الكمامة أو الماسك، لذلك فإن ارتداءها خاصة فى الأماكن المزدحمة ضرورة فضلا عن استخدام المطهرات مثل الكلور، لذلك لابد من احتراز لمس العين أو الأنف وتكون المسافات بين الأشخاص حوالى المتر تقريبا.فيما يوضح الدكتور مصطفى مراد رئيس قطاع نوعية البيئة بالوزارة أن فيروس كورونا كبير الحجم ويستقر بنسبة كبيرة على الأسطح ولا ينتقل عن طريق الهواء، وأن الوزارة وضعت شروطا للتعامل مع المخلفات للعمالة القائمة على جمعها بارتداء الكمامات وقفازات لتطبيق قواعد الحماية الوقائية.